السبت، ديسمبر ٣٠، ٢٠٠٦

بل هي أرادة الشيطان الأكبر

بل هي أرادة الشيطان الأكبر!


هكذا نفذوا حكم الأعدام بحق الرئيس صدام حسين ، الرئيس الشرعي للعراق الشقيق.
وهكذا كشف النظام الإيراني الشيعي عن حقيقته ، وعن حقيقة ما يضمره للمسلمين!
فهذا هو إسلام شيعة طهران وبغداد.. قدموا صدام حسين قربانا "للشيطان الأكبر" وأهدروا دمه في صبيحة يوم عيد النحر ، يوم عيد المسلمين الأكبر!
هل رأيتم أيها المسلمون أكثر من ذلك بشاعةً واحتقاراً لمشاعر المسلمين!
هذا هو فهم هؤلاء القتلة للإسلام! وهذا هو مذهبهم..
هكذا روى بوش غليله من غريمه صدام!
وهكذا روت الكلاب المسعورة في طهران وواشنطن وتل أبيب غليلها من صدام حسين الذي طالما كان شوكة في حلوقهم.

لم يكن الرئيس صدام حسين يرحمه الله قريبا من قلبي يوما من الأيام إلا بعد أن رأيت محاكمته!
كنت أرى نظرات التشفي على وجوه محاكميه .. فأتمنى أن يلقى محاكمة عادلة إنسانيا ويلقى جزاءاً عادلاً.
غير أنه قُدم كأضحية مرتين: مرة لواشنطن يوم أن حكم عليه عشية إنتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ
ومرة لطهران يوم أن نُفذ فيه حكم " الحقد و الكراهية" صبيحة يوم عيد النحر!
في المرة الأولى كان الضحية صدام وأصبح الأضحية بوش!
في المرة الثانية سيلقى "قتلته" نفس المصير!

وهكذا.. أبت إرادة الله إلا أن يذهب صدام حسين إلى ربه شهيدا! ولم نكن نعتقد ذلك!
غير أن القريبين منه تحدثوا عن أنه يرحمه الله كان قريبا من ربه في سنواته الأخيرة.
ربما أنه ما حدث مع ياسر عرفات أيضا ، والذي هتف يوما: بل شهيدا .. شهيدا.. فلم نخفي دهشتنا!

قد يُشفي مقتل صدام حسين بعضا من حقد حكام طهران وعملائهم في بغداد..
ولكن نقول لهم مهلا .. لا تفرحوا كثيرا ، فالمعركة بين الحق والباطل لم تنته بعد!
أنتظروا "الشيطان الأكبر" الذي أهدرتم دم صدام قربانا له.. فهو في طريقه إليكم..
ويومها سنرى ونسمع أصوات إستغاثاتكم.. ولكن هل من مجيب؟

غير أننا نشعر بالأسى من موقف الحكام "الخراف" وهم يرون رئيس دولة عربية يُساق الى مذبحه دون أن ينبس أحدهم ببنت شفه حتى ولو بمجرد التلويح بأنهم سيقاطعون حكومة القتل الطائفي في العراق!
هؤلاء الأسود على شعوبهم ، تراهم خانعين مثل القطط أمام أرادة ربهم: "الشيطان الأكبر" .. أميريكا!

الجمعة، ديسمبر ٢٩، ٢٠٠٦

نتاج الأفعى

نتاج الأفعى


كنت اتصفح أحد المواقع على شبكة الأنترنت عندما طالعت تسجيلات فيديو لمواطنين مصريين تنتهك كرامتهم بصورة غير آدمية في أقسام شرطة مصرية.
حاولت أن أتصور نفسي مكانهم.. ماذا ياترى كان سيكون رد فعلي؟ هل سأقف لا أحرك ساكنا أم تراني سوف أقاوم حتى تخور قواي وأسقط على الأرض تسحقني أحذيتهم حتى تفيض روحي.. تذكرت أن القول اسهل من العمل ، ولذلك وجدتني أحمد الله على أنني لم أكن مكان أحدهم!
غير أنني مالبثت أن أدركت الحقيقة المرعبة التي نحياها ، وهي أننا جميعا في حقيقة الأمرفي مكانهم ونتعرض لما تعرضوا له من صفعات وركلات وإنتهاكات بدنية ونفسية!
الصفعات تنهال على وجوهنا جميعا صباح مساء.
خطاب مبارك الأخير والذي أتحفنا فيه بتجلياته الدستورية والتي "ستنقلنا نقلة نوعية لآفاق المستقبل" كما يدعي هو صفعة على وجوه كل المصريين لأنها ليست إلا دسترة وشرعنة لقوانين مقيدة للحريات تحول بين غالبية الشعب وممارسة النشاط السياسي ما يجعلها بمنأى عن الطعن فيها. حمايته لسفاهات وترهات فاروق حسني وسبه للمحجبات هي "شلوت "
لكل المصريين. تصوير الأنتهاكات لأعراض أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا وأخواتنا في وسط البلد وفي وضح النهار من قبل بلطجية وعاطلين يستغلهم النظام لأرهاب الناس على أنها تدافع وزحام هو استهتار بمشاعرنا وإحتقار لكرامة كل المصريين.. مسرحية فرقة طبالي الحزب الوطني التي أطاحت بمستقبل المئات من الطلبة هم في مقتبل حياتهم لمجرد التمهيد للأطاحة بجماعة الأخوان المسلمين هي صفعة على وجوهنا جميعا.. والقائمة تطول ولا تنتهي.

أستبد بي الغيظ.. فقررت أن أهرب من ذلك الموقع الذي "قلّب عليَّ المواجع".. فغادرته ، ولكن لأقع في براثن موقع كفاية الذي يبعث على الكآبه هو الآخر.. فأنت كمصري لا تجد فيه إلا ما ‘يفرس‘ من مؤلم الأخبار! لفت نظري في الموقع خبر يقول أن حركة الأخوان المسلمين قررت البدء في إجراءات إنشاء حزب سياسي يمكنها من مواصلة عملها السياسي بعد تطبيق العبث المباركيي بدستورنا المبجل! وإن كانوا - الإخوان المسلمين - يعلمون سلفا أن طلبهم هذا لن يتوافق مع مقاييس ترزية الحكومة وبالتالي سيُرفضَ!
قلت لنفسي ياصبر الجماعة ‘المحظورين‘ دول وطول نفسهم!

عندما بدأت فرقة طبالي النظام بدق طبول الحرب المقدسة لتطهير أرض مصر المحروسة من الميليشيات العسكرية الأخوانية الغاشمة التي تسوم المصريين صنوف العذاب كل يوم في شتى ربوع مصر وتهدد الأزهر الشريف بالويل والثبور وعظائم الأمور ، لم يرق المشهد البائس لفضيلة المرشد العام للأخوان وقال ‘لن أعبث مع العابثين‘.. ولكن فضيلته سرعان ما وجد أن الأمر جاد.. فقرر أن يشارك الحكومة لعبتها!
ومن حق أي مصري أن يتساءل.. ماجدوي هذه اللعبة والتي يصرون على تسميتها ديمقراطية في حين أنها عبثية؟ أي مكسب سنجنيه من مشاركة الحكومة لعبتها العقيمة وبشروطها البغيضة
!
أقول للأخوان المسلمين..العبوا انتم ان شئتم مع النظام.. أما أنا فلا أرى أية فائدة من اللعب معه!

في نفس الموقع خبر على لسان صفوت ‘الغير شريف‘ يؤكد فيه أن الدستور سوف يرتدي بدلته الجديدة التي فصلها مبارك ويحيكها سدنة نظامه في أبريل المقبل قبل التجديد النصفي لمجلس الشورى.
أيها السادة لقد قرر مبارك التعديلات الدستورية التي يراها سيادته مناسبة لنا. ولا غرو فهو فرعونهم ويعرف مصلحتهم اكثر منهم ، مثل صاحبنا كبير العيله اللي غنت له مطربة "عضوة" قائلة: قول يا ... ياللي كلامك حكم.. قول يا... والشعب ها يقولك نعم..ولأن صاحبنا إياه ما كانش أجدع منه ، فقد رأى سيادته ببصيرتة النافذة أن تجلياته المباركية ستجتاز عقبة المجالس النيابية الكئود .. وكذلك عقبة الأستفتاء "النزيه" كما نزاهة الحزب إياه! ، لتصبح جاهزة على مائدة الشعب المصري البائس والذي "يبحث عن لقمة وهدمة ونومة وأوضه تلم أولاده وعرضه قبل أن يلتهمهم ‘التوربيني‘ وعصابته لتقطيع أوصالهم وبيعهم كقطع غيار بشرية!"
ولأن أحلام الفرعون أوامر على رقاب شعب وادي النيل..فأنا أرى أن يتكرم علينا سيادته بشمولنا بعطفه الجمهوري وحنانه الفرعوني ويصدر التعديلات الدستورية وتشكيل أعضاء المجالس النيابية والمحلية والسادة المحافظين ورؤساء المجالس القومية والسادة الوزراء بفرمان جمهوري ويريحنا ويرحمنا من المناقشات والمشاحنات والمشاكسات من نواب "الجماعة المحظورة" إياها ، والأستفتاءات والإنتخابات ووجع الراس. وهو يفعل ذلك على أي حال..
"وكمان ما بيهموش أتخن شنب في ولاد ال.. اللي بيعارضوه..""طب يبقى ليه مسرحيات شارع محمد علي القديمة دي؟""مش نقضي أوقاتنا في أنس تليفزيون فرقة طبالة النظام أحسن!""وياريت كمان يمتد عطف سيادته الجمهوري وحانه الفرعوني ليشمل تنظيم أوقات أكلنا ونومنا ومواعيد مذاكرة أولادنا ومواعيد أنسنا وسمرنا مع زوجاتنا .. وألا ينسى سيادته مواعيد دخولنا دورات المياة لأن هناك مشاكل كثيرة في ذلك بسبب ذهاب أولادنا للمدارس وذهابنا نحن للعمل في وقت واحد!"
"وياريت ما يحرمناش من توجهات سيادته التي لا غنى لنا عنها لكي نصبح في عداد البشر."

أنني أصرخ في الجميع لكي نخرج جميعا الى الشارع يوم 25 يناير ولا نرجع لبيوتنا حتى يغور هذا النظام البغيض! سنبقى في الشارع عشرة أيام تسحلنا فيها شرطة النظام وأمنه المركزي حتى يزهقوا ويملوا من لعبة السحل.. وبعدها يبدأون في الإنضمام إلينا ، وعندها سوف ترتعد فرائص الطاغية ويسارع بالهرب هو وحاشيته.

الشارع هو طريقنا الوحيد للخلاص من تلكم الأفعى التي عششت وفرخت فسادا وضياعا في كل ربوع مصر!
د. أحمد مراد

الثلاثاء، ديسمبر ٢٦، ٢٠٠٦

الأخوان المسلمون ..بين مطرقة النظام وسندان الدعوة

الأخوان المسلمون ..بين مطرقة النظام وسندان الدعوة


1


لست عضوا بجماعة الأخوان المسلمين... ببساطة شرف لا أدعيه لنفسي!
تلك هي الحقيقة.. فمذ زمن طويل حاولت أن أكون منهم ولم أُفلح ، وعليه فقد أكتفيت بقول الأمام الشافعي رحمه الله: أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أجد منهم شفاعة ، وأكره من تجارته المعاصي وإن كنا سواء في البضاعة!
نعم أنا واحد من أولئك الذين ثقل عليهم العمل وخف عليهم الكلام .. فتكلموا!
وأما هؤلاء الناس فيواظبون على أعمال الطاعات من قيام لليل ، وقراءة للقرآن بالليل والنهار ، ويحرصون على كل النوافل في حين أنني أكافح لأداء الفروض وأكتفي بحبي للناس. أما هم فتراهم ذوي همم عالية في القيام على الدعوة وخدمة الأخوان والزملاء ولايبخلون بالوقت والجهد والمال في حين أركن أنا إلى الكسل والخمول. غير أن ثمة سبب آخر حال بيني وبين الأنخراط في الجماعة وهو أنني ، بطبيعتي المتمردة ، لم أراني في يوم من الأيام يمكنني أن أبايع أحدا على السمع والطاعة في المنشط والمكره! وصحيح أنني أديت الخدمة العسكرية ، ولكن من رحمة ربي بي أنني لم أجد نفسي يوما في موضع تنفيذ الأوامر ولو غلط!
لم أرتضي أن أبيع عقلي يوما لأحد ، ولا حتى لأبي رحمه الله. دائما أحتفظت لنفسي بالحق في أن التزم الجانب الذي أراه صحيحا. غير أنني بطبيعة الحال ألتزم بالقانون وأنصاع له ولا تجد طبيعتي المتمردة في ذلك أية غضاضة. فشتان بين أن تبيع أرادتك لفرد أيا كان ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم بالوحي ، وأن تنضوي أرادتك تحت جناح القانون. فشخص ، مهما كانت درجة علمه وحصافة رأيه ورجاحة عقله وبلوغ حكمته ، أنما هو عرضة لأهوائه ومحدود بحدود علمه. وأما القانون فالمفترض أن يصوغه كل حكماء الشعب مجتمعين ويمحصوه وينقوه ، وهو كيان قابل للنمو الأيجابي وليس لتقلبات المزاج الشخصي ، والمفترض أيضا أن يقوم على تطبيقة أشخاص متجردون من المصالح والنوايا وفي ظروف تتسم بالشفافية. غير أن القوانين التي تحكمنا بها حكومتنا ، للأسف ، هي شئ آخر!

غير أنني لا أخفي إعجابي الشديد بشخصية الأمام حسن البنا وصدقه وتجرده لدعوته. وأنا كذلك شديد الأعجاب بالدعوة ذاتها وغاياتها كما أفهما. وانا أفهم دعوة الأخوان على أنها دعوة لأعلاء كلمة الله ليس بالعنف أو بحد السيف ولكن بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والدعوة اللينة والصبر على جاهلية الناس وجهلهم والمثابرة على دعوتهم ومد الأيدي للجميع بلا إستثناء. والهدف من الدعوة كما أفهمه هو إقامة دولة متدينة و ليس إقامة دولة دينية. فهم يريدون تربية الطبيب المسلم والمهندس المسلم وعامل المحارة المسلم وربة البيت المسلمة والمعلمة المسلمة وحتى رئيس المؤسسة المسلم. والمقصود بالمسلم هنا هو الملتزم بحدود ما شرع الله لعباده ، المؤتمر بأوامره ، والمنتهي عن نواهيه ، والواعي بحقيقة الأسلام ورحمته وسعته. وبالضرورة ، فبهذا المفهوم ، لم يصور لنا أحد من دعاة الأخوان الدولة المسلمة على أنها دولة رجال دين وفقهاء وأنما هي دولة ذوي خبرة وعلماء. وهذ ما وضع دعوة الأخوان المسلمين في مفارقة شديدة مع دعوة الوهابيين في الحجاز ودعوة السلفيين وجماعة الجهاد في مصر ، ناهيك عن دعاة الحاكمية أمثال الشهيد الداعية سيد قطب رحمه الله والدكتور أيمن الظواهري والشيخ أسامة بن لادن. لم أسمع ان الإخوان يكفرون أحدا ، لا بمعصية ولا بإثم ولا بخلاف في الرأي أو في المعتقد!



2


ليس خافيا على أحد ، لا أبعاد ولا أهداف ما تتعرض له جماعة الأخوان هذه الأيام من تنكيل من قبل النظام الحاكم في مصر. فالنظام الحاكم يريد إرهاب الجماعة وإضعافها وصرف الناس عنها. النظام يريد تمرير عبثه بالدستور لصالح الفئة الحاكمة بدون أن يتعرض له أحد من المعارضه بسوء ولذلك فقد أختار أقوى فئة فيها للتنكيل بها لإرهاب الباقين. وهو أيضا يريد تدارك الخطأ الأسترتيجي الذي وقع فيه يوم أن رضخ لضغوط غربية ووارب باب الديمقراطية قليلا ففوجئ بدلوف جماعة الأخوان منه الى مجلس الشعب بما يقرب من المائة نائب مما خلق له صداعا لا ينتهي. ولقد تدارك النظام الخطأ وقتها وأغلق الباب بالضبة والأمن المركزي على أثر عدة أتصالات تليفونية بين شارون وبوش ومبارك وإلا لكان لدينا اليوم حماس مصرية!
والنظام سوف يمضي في مسلسل الأستبداد الى آخره. ولأن الحظر لم يجدي نفعا مع الجماعة ولم يصرف الناس عنها ، ولأن التشنيع بالجماعة في أجهزة أعلام النظام الهابطة لا يزيد الشعب إلا إلتفافا حولها ويتحول الى دعاية مجانية للجماعة فينقلب السحر على الساحر ، فإن الحكومة لن تتورع عن الإعتقال والسحل والأضطهاد لكوادر الجماعة على كافة المستويات وتلفيق تهم الإرهاب وغسيل الاموال لهم لتجفيف المنابع الإقتصادية للجماعة. كل ذلك لم يعد أمرا متوقعا وإنما هو واقع ملموس نراه جميعا. والجماعة والمتعاطفون معها أصبحوا يضجون من هول ما تعانيه من إضطهاد من قبل نظام لا يعترف بقانون أو عُرف أو حدود ، لا حمراء ولا صفراء ولا حتي بكل ألون الطيف. وهدف النظام التكتيكي هو دفع الجماعة تحت وطأة الضغوط الشديدة للرد بإستخدام العنف المضاد وبالتالي تعطيه مسوغا لإستئصالها بالكامل.

ولاشك أن هناك الكثيرين من الشباب المتحمسين داخل الجماعة والذين يدفعون في إتجاه الصدام مع النظام ، غير أن الحكماء من شيوخ الجماعة يبذلون جهودا مضنية لمنع ذلك. وذرائعهم أنه لا ينبغي أن تفقد الجماعة مصداقيتها لدى الشارع بأنها جماعة تنتهج نهج سلمي ولا تلجأ للعنف بأي شكل من الأشكال مهما دفعها النظام الى ذلك. وأنها لا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف أن تعطي للنظام ما يريد من مسوغ يمكنه من إستئصالها. كذلك فأن القائمين على الجماعة يريدون أن يمحو من مخيلة البعض الصورة السلبية التي ألصقت بالجماعة من جراء التنظيم السري الذي فككته وتخلت عن فكرته التي أضرت بها كثيراً.

كلنا يعلم أن لكل قَدر محكم الغطاء يغلي طاقة محدودة على التحمل قبل أن ينفجر ، نرجو أن يعي النظام الفاشي ذلك ، وأن كنا نشك في قدرته على الأستعاب! فإذا إنفلت كثير من الشباب المتحمس من عقال شيوخهم فإن البلد قد تتفجر في موجة غير مسبوقة من العنف. كل ما نريده هو قليل من العقل والحكمة لدى من يدّعون بأنهم بصدد نقل ديمقراطيتنا التليدة نقلة نوعية الى آفاق العالم المتحضر!

حروب صليبية بالوكالة

حروب صليبية بالوكالة!


يأتي الغربيون الى أفريقيا السوداء متخفين في شتى الصور. فتارة تراهم يبشرون بمسيحية هجروها هم وانصرفوا عنها في بلادهم منذ زمن طويل حتى باتت الكنائس تشكو هجرا وإهمالا شديدين ، اللهم إلا من بقية تتاجر بالدين وتستعمله لتسويق أفكار تنطوي على عنصرية وتستلزم تأجيج عواطف الناس وإستثارة أحقادهم ، وتارة يأتون متخفين تحت ستار مؤسسات مدنية وحقوقية تدّعي إنشاء مدارس أو مستشفيات أو الدفاع عن المضطهدين لتخفي حقيقة نواياها في سلب عقولهم وأستنزاف خبراتهم ونهب خيرات بلادهم.

ولقد كان الأفارقة دائما ضحايا للرجل الأبيض ، تارة بالرق ، وتارة بالأستعمار ، وثالثة بتنصيب ودعم أنظمة ديكتاتورية تحكمهم بالحديد والنار ويضمن بها الأمبرياليون مصالحهم.

وبعد ما لاقته جيوش الأمبرياليين من تنكيل وقتل على يد المقاومة الباسلة في أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين ، وجدوا أنه ربما كان الأرخص والأكثر أمنا لهم أن يخوضوا حروبهم الصليبية الأستعمارية القذرة بالوكالة عن طريق تجنيد من يحارب بدلا منهم ، وبذلك يبقون على حياة أبناءهم ، الذين بنظرهم لا يستحقون الموت الذي يستحقه أبناء غيرهم من الشعوب!

نتذكر هذا ونحن نرى الجنود الأثيوبيين المساكين يساقون لخوض حرب غريبة عنهم ضد جيرانهم من الصوماليين البائسين ، ليس للإثيوبيين فيها ناقة ولا جمل ، وسوف تطيل من أمد الصراع الذي سوف يوقع بالعديد من الضحايا من الجانبين ، وسوف تخلف عداءاً شرسا بين شعبين جارين سيدفع الأثيوبيون المعتدون ثمنه لسنوات طويلة تأتي.
المؤسف أن نفس السيناريو مقدر له أن يحدث في السودان على أرض دارفور ، ولكن هذه المرة تحت مظلة أممية وبقيادة غربية مباشرة وجنود أفارقة يكونون هم وقودا لتلك الحرب!


نتساءل.. متى يفيق الأفارقة من سباتهم العميق وغفلتهم الشديدة ويلتفتون الى مصالح بلادهم التى تشكو من فقر مدقع وتخلف مروع على كل الصعدة رغم ما بها من طاقات بشرية وثروات طبيعية كلتاهما مستنزف؟

ربما أن الأجابة على هذا السؤال هي أن ذلك سيحدث عندما نفيق نحن المصريون من غفلتنا ونصحو من سباتنا ونحرر أرادتنا الوطنية من قبضة عدونا ، فنحن جزء لا يتجزء من الأفارقة ونخوض الحرب ذاتها بالوكالة!

أخوان أولمرت

أخوان أولمرت


طيرت وكالات الأنباء خبر العناق و القبلات الحارة بين أوهود أولمرت ومحمود عباس وكأن مذبحة بيت حانون لم تحدث بالأمس القريب فقط!

علقت زوجتي بخُبثْ بأن عباس معروف عنه أنه بهائي! وكأنما أرادت أن تتشفى في البهائيين الذين خسروا مؤخرا قضية كانوا قد رفعوها أمام القضاء المصري. أرتسمت على وجهي علامة إمتعاض ، ليس لأنني بهائي لا سمح الله ، ولكن لأنني في الحقيقة أنظر الى عباس على أنه أسوأ من ذلك بكثير ، فأنا أراه خائنا وعميلا للصهاينة لا تقل درجة عمالته لهم عن السادات ومبارك! وإذا كان السادات كان معروفا عنه كونه ماسونياً ، فإننا لا نعرف على وجه اليقين الى أي حد لعبت جذور سوزان البريطانية الصهيونية دورا في عمالة مبارك للصهاينة ، ولكن يمكننا أن نخمن ذلك!

لم يطل إنتظارنا كثيرا حتى طيرت وكالات الأنباء خبر توجيه رئيس وزراء الأردن الدعوة الى إسماعيل هنية لزيارة عمّان ، العاصمة العربية التي أستعصت على حماس والتي دأبت على رفض زيارة الزّهار وهنية لها! غير أن جميعنا يعلم أن القبول والمنع أنما يأتي لهؤلاء الحكام الدُّمى بالأوامر المباشرة من واشنطن. وأصبح عباس طائرا ، أو قل حائرا ، بين عمان والقاهرة وواشنطن.

من حقنا هنا أن نتسائل: ما الذي حدا بأولمرت ، وهو الذي رفض باستمرار مقابلة عباس ، الى الأسراع الى عمان طلباً للعون من أصدقائه عبد الله وعباس ومبارك في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا هذه الوعود السخية والمفاجئة ، والتى لا تخلو من شك وريبة ، بالأفراج عن أسرى الفلسطينيين وأموالهم لدى الكيان الصهيوني ، بل وحتى أنشاء دولتهم؟ وأن كنا نجزم بأن مثل هذه الوعود لن تتحقق اليوم كما لم تتحقق بالأمس! وإذا كان أولمرت قد صرح منذ أيام قليلة بأنه ينبغي دعم عباس بالمال والسلاح في مواجهة حماس ، ونحن نعلم أن ذلك إنما كان يحدث بالفعل منذ وقت طويل ، فما الذي جد على الساحة؟ ولماذا يريدون إستدراج هنية الى عمّان؟

لقد عودتنا مثل هذه التحركات المريبة لإخوان أولمرت أن تكون إرهاصا لعدوان وشيك..! ما الذي يُطبخ في مطبخ تل أبيب وواشنطن؟ وماذا يبيتون للمنطقة؟ وعلى من سيكون العدوان هذه المرة؟

أنا أحسب إن عدوانهم إنما هو محيق بإيران هذه المرة ، خاصة وأن هذه التحركات تحدث غداة تمرير قرار من مجلس الأمن بعقوبات على إيران ، والذي لم ينسى مندوب الولايات المتحدة بالتذكير بأنه أنما يأتي تحت البند السابع والذي يبيح إستخدام القوة العسكرية ، وعشية القبض على مسئولين أمنيين إيرانيين بالعراق لتذكير سنة العرب بالدور الإيراني القذر حيال إحتلال العراق!

هنا ينبغي أن نشير الى غباء الدور الذي أضطلعت به إيران في العراق ودورها في التطهير العرقي الإجرامي في العراق والعمل على تقسيمه والنكاية بعرب وسنة العراق ، ذلكم الدور الذي ترك إيران في عزلة من جيرانها من الشعوب العربية التي لم تعد تثق بقادة إيران الذين يّدعون أن توجهاتهم إسلامية!!

كذلك فأنه ينبغي لنا أن نشير إلى أننا نحسب أن قادة حماس هم أذكى من أن ينجروا الى مثل هذا المخطط الشيطاني ، والذي يهدف بالأساس ، الى إشعال المنطقه العربية بكاملها وأغراقها في الحروب الأهلية للتمكين للكيان الصهيوني الذي أهتزت ثقته بنفسه وثقة الغرب به تحت ضربات المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان.

الأحد، ديسمبر ٢٤، ٢٠٠٦

إن لم تستح..فاقلق!


إن لم تستح.. فاقلق!


أورد موقع جريدة القدس العربي خبرا يفيد أدانة الكنيسة المصرية لتكوين الأخوان المسلمين لميليشيات عسكرية!!

وأنا لست من جماعة الأخوان المسلمين ، ولكنني مصري وأعيش على أرض المحروسة وأنا على يقين بأنه لا يوجد لدى الأخوان المسلمين ميليشيات عسكرية ولا بطيخ وأن كل ما لديهم هو "شوية حصر بيفرشوهم لصلاة العيد"، وأن الأمر لا يعدو أن يكون لعبة من النظام الفاسد للتنكيل بقوى المعارضة.

ولكن ذاكرتي لازالت تعي جيد أن البابا شنودة هو الذي قال بالنص المسجل بصوته: "لا تيأسوا يا أقباط مصر، فإذا كنا قد طردنا المسلمين من الأندلس بعد ثمانمائة عام، فلا بأس أن نطردهم من مصر بعد الفي عام"!! ولاشك لدى أي مصري عاقل أن هذا الكلام وهذا النهج إنما يشكل تهديدا خطيرا للسلام الأجتماعي، ويهدد ليس وجود المسلمين في مصر، وأنما بالأساس المسيحيين أيضا، مما دفع الرئيس السادات لتحديد إقامته في ذلك الوقت، مما أثار على السادات عواصف عصابة أقباط المهجر المعروفة بعمالتها للصهيونية. ولما جاء مبارك، عميل الصهيونية مثلهم، لم يفرج عنه فقط، وأنما أطلق يده لتكوين ميليشيات عسكرية، وإعادة بناء الكنائس على هيئة قلاع حصينة تمتلئ مخازن سرية بها بالأسلحة. وهذا ما دعا العديد من الأخوة الأقباط لأعتبار هذا النهج تهديدا لهم بالأساس، ومخاطرة غير محسوبة العواقب.

أراني والأمر كذلك مضطرا لأن أقول لشنودة: بلاش أنت بالذات يا شنودة لأن اللي بيته من قزاز ما يحدفش بالطوب كما يقول المصريون! وخاللي الطابق مستور!

وهذا هو الخبر كما أوردته القدس العربي :

اقباط يعلنون قلقهم من ميليشيا الاخوان والمرشد يسعي لطمأنتهم
yesterday's story

القاهرة ـ القدس العربي ــ من حسام ابو طالب:أدانت الكنيسة الارثوذكسية التي يرأسها البابا شنوده الثالث سعي جماعة الاخوان المسلمين لتكوين ميليشيات مسلحة بغرض الهيمنة علي مقاليد السلطة في مصر.واعتبر عدد من رموز الكنيسة ظهور الطلبة المنتمين للجماعة بجامعة الازهر قبل اسبوع مرتدين زيا شبه عسكري بأنه يلقي الضوء علي وجود خلايا نائمة تابعة للجماعة ينبغي العمل علي اكتشافها وضبطها وتقديمها ليد العدالة.وفي تصريحات خاصة لـ القدس العربي اكد د. نجيب جبرائيل المستشار القانوني للبابا شنوده ان عموم الاقباط في مصر يشعرون بقلق شديد من تنامي مظهر الدولة الدينية المتمثل في ظهور طلبة الجامعات بزي يشبه ما يرتديه عناصر الحرس الجمهوري الايراني وكتائب القسام في فلسطين وحزب الله في لبنان.وندد جبرائيل بسعي الاخوان المسلمين اقامة دولة علي اساس ديني معتبرا ما جري في ساحة جامعة الازهر قبل اسبوع بأنه يهدد سلامة وامن كافة طوائف المجتمع وعلي رأسها الاقليات التي تشعر بقلق بالغ من جراء زيادة تأثير الاخوان في الشارع.ودعا رموز في الكنيسة الارثوذكسية لضرورة تغليب مبدأ الحوار علي ما دونه من الوسائل بغرض تفعيل قوانين الحريات ومن اجل الحفاظ علي سلامة الوطن والمواطنين. وكان عدد من قساوسة مصر قد عبروا عن انزعاجهم الشديد من ظهور طلبة تابعين للجماعة مرتدين زيا شبه عسكري ورافعين شعارات تعيد للاذهان سيناريوهات الدولة الدينية والتي تسعي بعض القوي الاصولية لتكوينها خلال الفترة المقبلة.وفي تصريحاته لـ القدس العربي اكد نجيب جبرائيل ان مخاوف الكنيسة واتباعها لها ما يبررها من ظهور دولة علي اساس ديني حيث سيؤدي ذلك لزيادة مشاعر العداء ليس فقط للاقليات وانما لمختلف الليبراليين والقوي الداعية للدولة المدنية. وقد دعا جبرائيل الي ضرورة الاستماع لاصوات العقلاء في الدولة سواء كانوا مسلمين او مسيحيين بغرض نزع فتيل الأزمة التي تعتري الشارع المصري حاليا والتي نجمت عن تداعيات ما جري في جامعة الازهر والقاء القبض علي ما يقرب من مئتين من الطلبة وقيادات تابعة للجماعة.علي صعيد آخر اكد جبرائيل ان المنظمة المصرية لحقوق الانسان التي يرأسها قررت عقد مؤتمر دولي في الحادي عشر من الشهر المقبل تحت عنوان حرية العقيدة بين الشريعة والدستور وذلك بهدف محاصرة الداعين لقيام دولة علي اساس ديني.ويرأس المؤتمر الشيخ محمود عاشور وكيل مشيخة الازهر والعديد من الشخصيات الدينية المسيحية والمسلمة بالاضافة لعدد من الشخصيات العامة.وقال جبرائيل ان اسباب عقد المؤتمر الحكم الذي اقرته احدي المحاكم المصرية مؤخرا والذي اقر بعدم حق البهائيين في قيد ديانتهم بالبطاقة الشخصية.ويشارك في المؤتمر عدد من البهائيين الذين ينظرون للحكم الاخير بأنه يتنافي كلية مع مبدأ حرية اعتناق الافراد للاديان كما يقر به الدستور.ويناقش المؤتمر ايضا تداعيات ظهور الميليشيات المسلحة في الشارع المصري وخلف اسوار الجامعة وتوابع تأثير ذلك علي فكر المجتمع وتوجهاته خلال المرحلة القادمة.علي صعيد اخر نفت جماعة الاخوان المسلمين وجود اي نية لتكوين ميليشيات مسلحة ورفضت اي اتهام من الكنيسة او غيرها من قوي المجتمع يشير الي تورط الجماعة في العمل المسلح.وفي تصريحات خاصة لـ القدس العربي اكد محمد مهدي عاكف مرشد الجماعة ان الاتهامات التي تنطلق هذه الايام ضد الاخوان تقف وراءها اطراف مغرضة وتدعمها الحكومة بغرض حشد الرأي العام للانقلاب علي الجماعة.واضاف ان الاجهزة الرسمية تشعر بالقلق بسبب تنامي تعاطف الشارع مع الاخوان لذا فهناك سيناريوهات الغرض منها تشويه صورتهم.وقال المرشد ان ما جري في جامعة الازهر هو سلوك صبياني وفردي نرفضه بشدة وسنستمر في طريقنا الذي ننتهجه وهو القائم علي التغيير السلمي .وشدد عاكف علي ان ادعاء اطراف مسيحية بوجود قلق داخل الاقباط من وجود دولة دينية محض افتراءات مشددا علي وجود علاقات متينة مع مختلف القوي الوطنية بما فيها رجال الدين المسيحي.

وتعليق احدى القارئات المسيحيات

بل نحن اقابط مصر الذين لدينا ميليشات مسلحهرايت بام عينى شباب -منا- نحن اقباط مصر يتدربون على انواع عسكريه فعلا من التدريبات والتمرينات شبه عسكريه, و ذلك فى الاديره الشاسعة المساحات التى لا يعرف الامن المصرى عنها شيئا ولا يدخلها مثل وداى النطرون او البحر الاحمر او الصعيد, وقد حاولت بالفعل ان انبه المسؤلين عن ذلك الى خطورة ذلك ولكن دون جدوى قالاستاذ جبرائيل يعرف ان الاخوان المسلمين هم فى صراع مع الحكومة وللاسف هو يريد ان يجلعنا نحن المسييحين طرفا فيه قنكون على عداء مع اخواننا - فى الوطن- المسلمين . كفى يا استاذ جبرائيل جنرالا واحدا خائنا - هو سبه فى تاريخ الاقباط - هو المغلم يعقوب الذى كون مليشيات فكان عونا لاعداء مصر الفرنسيين على اخواننا فى المسلمين. ولدى افلام مصوره موثقه لما اقوله ووثاق ستخرج فى الوقت المناسب ليعرف شعب مصر الطيب من لديه الميلشيات المسلحة الاخوان ام نحن الاقباط

ماريا مجدى القاهرة

يوم أُكل الأخوان

يوم أُكل الأخوان
لا يوجد أدنى شك لدى أي مصري وطني متجرد من الهوى والمصالح الخاصة أن ما يقوم به أمن النظام المصري من تنكيل بجماعة الأخوان المسلمين والتي يصر النظام على وصفها بالمحظورة، رغم ثقلها الجماهيري والذي يفوق ثقل النظام الجماهيري بمراحل، أنما هو مبيت بليل وأمر قد أعدت له العدة من قبل أعتصام طلبة الأزهر بوقت طويل. يؤكد ذلك أندلاع حملة شرسة من قبل إعلام النظام لا تتناسب بحال مع حجم ماقام به الطلبة. وأن حجم التنكيل بالجماعة لا يعكس ردة فعل بأي شكل من الأشكال أو بأي مقياس من المقاييس، وأنما هو عمل متناسق يهدف الى تفكيك البُنى التحتية للجماعة.

أن ما يفعله النظام هو أستئصال جماعة الأخوان بالكامل لصالح أجندة سياسية تعمل على أستئصال كل قوى الممانعة للمشروع الصهيوني الأمبريالي الأنجلوأميريكي في المنطقة، وللخلاص من صداعها بمجلس الشعب، ولأصلاح خطأ أستراتيجي وقع فيه النظام يوم أن وارب باب الديمقراطية فدلفت منه الجماعة الى مجلس الشعب، مما أضطره للرجوع لطبيعته الأستبداية الشرسة في الجزئين الثاني والثالث من أنتخابات مجلس الشعب وتأجيل الأنتخابات المحلية ، وأيضا لردع كل القوى الوطنية الأخرى وإرهابها!

ويستتبع هذا أنه لا يساورنا أي شك في أن الحملة لن تطال جماعة الأخوان المسلمين فقط وأنما ستطال كل الوطنيين من قوميين ويساريين ويمينيين، ومن مسلمين ومسيحيين معتدلين ممن لا ينتمون لجوقة طبالي النظام وممن لا يسيرون في مسيرة التوريث الغير مباركة.

ومما لاشك فيه ان ينبغي لنا جميعا التكاتف ضد هذه الحملة الفاشية والظالمة من قبل النظام الأستبدادي ضد الأخوان لأنها لن تستثني احد من الوطنيين. غير أن ما يحدث على ارض الواقع لا يعكس ذلك بحال من الأحوال!

فالجماعة ما تفتأ تتلقى ضربات تحت الحزام متتالية من كتاب بارزين محسوبين على قوى المعارضة! حدث ذلك في كل صحف المعارضة والصحف المستقلة على حد سواء وبلا أستثناء. وربما كان من قبيل رأب الصدع أن نسكت عن ذكر الأسماء ومحاولة التماس العذر للجميع في هذا الوقت الذي بات جميعنا فيه يترقبون وصول زوار الفجر في كل ساعة! غير أن شَرَك الأستسلام للخوف وللإرهاب من قبل النظام هو آخر ما ينبغي أن نسقط فيه، لأن ذلك يعني سقوط الوطن بكامله في براثن عصابة مصاصي الدماء والعملاء. وعليه فقد وجب علينا جميعا أستنفار كل القوى الوطنية واضعين أمام أعيينا أنه أنما سيؤكل الجميع يوم يؤكل الأخوان.

أحمد مراد morad248@hotmail.com

http://egyptiannationalist.blogspot.com/

الثلاثاء، ديسمبر ١٩، ٢٠٠٦

هل "يشطب" الفلسطينيون ... ويبدأون من جديد؟

هل "يشطب" الفلسطينيون ... ويبدأون من جديد؟


عندما كان ياسر عرفات محاصرا في رام الله سأله أحد مذيعي التلفزيون محاورا على الهواء ما هي الخيارات التي أمامكم؟ قال يرحمه الله أذا لم يلتزم الجانب الأسرائيلي بالأتفاقات الموقعة فيمكننا أن "نشطب"! وكان يقصد أن السلطة الفلسطينية يمكنها أن تتراجع عن أتفاقات أوسلو وتلغيها بما في ذلك الأعتراف بأسرائيل ، وتتحول الى حركة مقاومة. فهل كان أبو عمار جادا فعلا؟ وهل فعلا تستطيع السلطة الفلسطينية أن تتملص من أتفاقات أوسلو كما فعل الصهاينة؟

تذكرت ذلك وأنا أقرأ مقالا للأستاذ عبد الباري عطوان
بالقدس العربي يدعو فيه السلطة الفلسطينية لحل نفسها والتحول إلى حركة مقاومة.

وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تدعو فيها شخصية فلسطينية بحجم الأستاذ عبد الباري عطوان لأن تحل السلطة الفلسطينية نفسها، فأننا لم نرى أي صدى لتلك الدعوة لا على صعيد فتح ولا على صعيد حماس. وبالطبع فأن الأمر ليس بتلك السهولة فلابد من حساب دقيق لأوضاع الفلسطينين في كلتا الحالتين ، وكيف سيتم تسيير أمورهم أداريا. أغلب الظن أن الكفة سوف ترجح لحساب الدعوة لحل السلطة الفلسطينية والتي تدهورت حالة الفلسطنيين أجتماعيا وأقتصاديا قي ظلها كثيرا ، ناهيك عما أرتبط بها من فساد ، مما يجعلنا لا ندري ما أذا كانت "سُلْطة " أم "سَلَطَة "..!! وشر البلية ما يضحك.

الأحد، ديسمبر ١٧، ٢٠٠٦

فلسطين والصورة القاتمة


فلسطين والصورة القاتمة

مثل أي متابع عربي للموقف في فلسطين المحتلة تبدو لي الصورة واضحة للعيان جلية ليس فيها لبس ولا غموض!
في جهة يقف محمود عباس مهندس أتفاقية أوسلو الفاشلة والتي ماتت وشبعت موتا ومعه عصابة من المرتزقة من شاكلة دحلان وعريقات تدعوا نفسها ب"فَتح" والأولى بهم أن يتسموا ب"قُبح"!
وليس من شك ولا هو بسر أن هذا الفريق يتلقى أموالا وأسلحة من أعداء الفلسطينيين من الصهاينة مما يجعلهم يشهدوا على أنفسهم بالعمالة! وهم الفاسدون الذين أثروا على حساب القضية الفلسطينية ونهبوا أموال الأغاثة التي قدمت للفلسطنيين طوال سنين الهوان الفلسطيني.
في الجهة المقابلة تقف حماس ومعها الشرفاء وطاهري اليد من الفلسطنيين ، لا يستطيعون أدخال حتى بضعة ملايين من الدولارات ، والتي تسولتها حكومة حماس للشعب الفلسطيني المحاصر ، لا بواسطة وزير الخارجية ولا بواسطة رئيس الوزراء نفسه!
إن موقف الغرب الغير أخلاقي والغير أنساني من الحصار المضروب على الفلسطينيين غير مستغرب لأننا جميعا ندرك كيف يفكر الغرب وماذا يضمر لنا. غير أن موقف العرب والمسلمين وبقية العالم من هذا الحصار هو تقاعس غير مبرر ويبعث على التقزز والقرف. وسواء أكنت عربيا مسلما أم مسيحيا فأن الصورة ستبدو لك واحدة وشديدة القتامة!
لقد أصبح الفلسطينيون أمام خيارين كلاهما مر: فإما أن يتحولوا جميعا الى نهج من يسمون أنفسهم ب"فتح" ويصبحوا جميعا عملاء للصهيونية ويرضخوا للقهر وحرب الأبادة وأنتهاك آدميتهم على المعابر وأجتياح بيوتهم وسرقتها كل يوم وليلة وأقتناص أطفالهم من فوق أسطح المنازل بواسطة جنود الصهاينة المرضى عقليا ، ويستمر ذلك حتى يتم ترويعهم فيتركوا أرضهم وديارهم للصهاينة ويرحلوا. وأما أن يثبتوا في أماكنهم يقاومون نار المحتل من جهة ونار عملائه من جهة أخرى حتى يلقوا الله شهداء جميعا أو يرسل الله لهم من ينقذهم.
إنه والله لأمر محزن ومخجل معا. اللهم إنا نبرأ إليك من كل من أعان على الفلسطينين.

السبت، ديسمبر ١٦، ٢٠٠٦

حركة "كفاية" .. الحراك ..والحركة!

حركة "كفاية" .. "الحراك" ..و"الحركة"!

سبق أن أشرنا الى أنه لا يسطيع أحد أن ينكر أن الفضل يرجع الى حركة كفاية في الأضطلاع بدور الريادة في كسر حاجز الخوف النفسي لدى المصريين في مواجهة نظام الطاغية مبارك وبالتالي إحداث "حراك" سياسي واسع في المجتمع المصري.

غير أن العديد من كتاب وقيادي حركة كفاية دأب على "الإغراق" في تعديد مناقب الحركة وأفضالها على أثر أنسحاب بعض فيادي الحركة إحتجاجا على أسلوب أدارة الحركة وعلى موقف منسقي الحركة مما أثاره وزير الثقافة عندما قام بسب الحجاب والمحجبات مما أحدث ردود فعل واسعة في جميع الأوساط المصرية. وقد يكون لكتاب حركة كفاية الحق في لفت النظر الى أيجابياتها ، وحتى نقد سلبياتها ، غير أن الأغراق في ذلك يذكرنا بما كتبه أحد المعلقين في موقع كفاية على الشبكة العنكبوتية أذ لفت النظرالى أنه يبدو أن الحركة قد تحولت الى حركة"مساجلات فكرية ومحاورات أدبية" وأنصرفت عن هدفها الأساسي وهو تغيير حكم الطاغية مبارك بحكم آخر جدير بالمصريين وتاريخهم العريق.

وقد سبق وقلنا أن حركة كفاية ليست حزبا سياسيا وليست أتجاها فكريا بعينه ، وأنما هي الأطار الجامع لكل قوى المعارضة المصرية في هذا الوقت الحاسم من تاريخ مصر ، وذلك ترجمة لكونها تعبر عن "ضمير" الشعب ، وبالتالي فأنه ينبغي على جميع تيارات المعارضة أن "تتحالف" فيما بينها لا أن "تتخالف"!

أن المتايع لردود فعل النظام المصري الأستبدادي مما أثير عن سياسة تعذيب المعتقلين وأمتهان كرامتهم بالقول والفعل وحتى بالأنتهاك الجنسي في مراكز الشرطة ومواقفه خلال مظاهرة حركة كفاية الأخيرة ومن أضراب عمال المحلة الكبرى ومن تنكيله بالطلبة في الجامعات ومن ألقائه القبض "الترهيبي" على قيادات من حركة الأخوان المسلمين لا يسعه إلا أن يخرج بحقيقة واحده وهي أنه لابد من الصدام مع هذا النظام "البطشي" المتعجرف.. شئنا هذا أم أبينا!

ينبغي أن نذكر هنا ما أشار إليه الأخ الأستاذ عبد المجيد راشد بموقع كفاية تحت عنوان "الحركة الممكنة والحركة المستحيلة" من ضرورة تحويل حالة الحراك السياسي في الشارع المصري الى ما أسماه "برامج تفصيلية تتولاها حكومة ظل من وجوه وطنية". أننا إن لم نقم بتطوير حالة "الحراك" التي نحن بصددها الى أفعال و"حركة" على أرض الواقع فلن نصل الى شئ كما قال الأستاذ محمد حسنسن هيكل واصفا ذلك بأن هناك كثير من "الأنفعال" ولكنه لا يصب في قالب يشكله على هيئة "فعل" و قوة دفع وبالتالي يخرج من "غربال" فيضيع هباءا!

لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الهام لكتابات المفكرين والرواد في أحداث عملية الشحن لدى الشعب ، غير أنه ينبغي أن يترجم ذلك الى كوادروقيادات يتم تربيتها وتجهيزها على الأرض أستعدادا ليوم الفصل مع النظام المستبد. يلي ذلك ، ولا يسبقه ، محاورة الحكومة بالحسنى ، فإن لم تستجب ، وهي لن تستجيب إلا إذا كانت هذه الكوادر موجودة بالفعل وتستشعر منها تهديداً ، فقد وجب الصدام أذن. هذا الصدام سيكون منضبطا ومثمرا ومأمون العواقب إذا تم إعداد الكوادر والقيادات وتهيئتها. ولكن أذ تم الصدام بعد شحن الجماهير مباشرة وقبل إعداد هذه الكوادروالقيادات ، فأنه يصبح من المستحيل ضبط حركة الشارع وقد ينتهي الصدام بنهاية مروعة.

غير أن النظام قد فطن إلى أن حركة الأخوان المسلمين قد إنتهجت هذا النهج العملي ، وبالتالي فهي وحدها تمثل التهديد العملي الأكبر له في حين أنه لا يضيره أن يبقى اليسار المصري منهمكا في سجالاته الفكرية وانتقادته للنظام طالما أنه لا يترجم ذلك الى أفعال على أرض الواقع.

الثلاثاء، ديسمبر ١٢، ٢٠٠٦

حركة كفاية ..وتحالف الحسابات داخل المعارضة المصرية

حركة كفاية ..وتحالف الحسابات داخل المعارضة المصرية

لا يستطيع أحد أن ينكر أن الفضل يرجع لحركة كفاية في كسر حاجز الخوف لدى المصريين في مواجهة حكومة مستبدة تحكمهم بالحديد والنار. وكما أنه لا يحق لجناح الحركة اليساري أخطافها للأغراضه الأيديولوجية فأنه أيضا لا يحق للجناح الأسلامي بالأنقلاب عليها لأغراض تكتيكية أسترتيجية!. الأولى لكل أعضاء حركة كفاية التمسك بمواقعهم في الحركة لا التفريط فيها.

كفاية عمرها قصير بالقياس بأي حركة معارضة في أي زمان ومكان، ومع ذلك فأنجازاتها كبيرة بكل المقاييس. فحاجز الخوف لدى الشعب قد أنكسر، وأصبح معارضي النظام وضحاياه على حد سواء يثقون بأنهم سيجدون من يناصرهم ويعضدهم ويشد من ازرهم ويدفع عنهم البطش ويناصر قضيتهم مما يمدهم بالقدرة على المقاومة ورد الظلم وعدم السقوط فريسة للخوف والعجز. وبعد أن كان النظام الغاشم مُرعباً أصبح مرعوباً ويتخبط في ردود فعله ، وفي أغلب الأوقات نراه في موقع المدافع. لقد تم تعرية العديد من عورات النظام وعلى رأسها قضية تعذيب المعتقلين والأنتهاكات الجسدية والجنسية بحقهم مما أفقد النظام أي مصداقية أو شرعية يمكن أن يتشدق بها. لقد أصبح النظام في أسوأ حالاته وبدا منقسما على نفسه في قضية تطاول وزير الثقافة على المحجبات.

غير أنه لابد أن يدرك القائمين على حركة كفاية أن الهدف الأساسي من قيام حركة كفاية هو تغيير هذا النظام الفاسد المهترئ الذي دمر البلد ويجب أن نبقى متمركزين حول هذا الهدف حتى نحققه. كفاية ليست حزبا وليست أتجاه سياسي يساري أو يميني ، علماني أو ديني. كفاية هي الأطار الذي يضم كل قوي المعارضة المصرية وينبغي أن تظل كذلك. وعليه فأن قوى المعارضة ليس أمامها إلا التحالف والتكاتف في هذا الأطار وتحت هذه الراية.

قد يكون بعض المتعجلين قد توهموا أنه بالأمكان مواصلة الضغط حتى يسقط النظام قبل أن ينفض الناس عن الحركة. غير أن هذا خطأ أسترتيجي خطير. فاستعجال مواجهة دامية مع نظام بكل هذا الجبروت والبطش سوف لا تحمد عقباها. أن نظاما بكل هذا القدرمن الطغيان ينبغي مقارعته بنفس طويل واسقاطه بضربات صغيرة متتالية ومتتابعة. هذا هو أضمن وأسلم السبل.

أيها الأخوة الأعزاء، لازلنا في مرحلة المواجهة مع نظام شرس لا يتورع عن الفتك بكل من يعارضه ولم نقترب بعد من مرحلة حصد الجوائز وأقتسام الكعكة
!

الثلاثاء، ديسمبر ٠٥، ٢٠٠٦

غلابة.. وباشوات..وسوبر باشوات!

غلابة.. وباشوات..وسوبر باشوات!

في مصر.. يمكنك أن تصبح باشا بسهولة.. سيكلفك الأمر فقط ربع جنية!
إذا كان لديك سيارة وأردت أن تركنها بجانب أحد الأرصفة ، ستنشق الأرض عن "خادم الباشوية" ليقول لك "أي خدمة ياباشا"! مادا يده لتناوله المعلوم! غير أنه ليس مهما أن تكون لديك سيارة لتصبح باشا.. فقط أذهب الى السوبر ماركت واشتري بضائع ببضعة جنيهات وضعهم في تروللي ثم تظاهر بأنك ستدفعه أمامك لكي تنشق الأرض عن "خادم الباشوية" ليقول لك "عنك يا باشا"! فأذا كنت لاتستريح للسوبرماركت - مثل الفقير الى عفو ربه كاتب هذه السطور – فاجلس على أول مقهى بلدي يقابلك وتظاهر بأنك تتصفح أي جورنال قديم لتنشق الأرض عن الخادم أياه ليقول لك "تمسح يا باشا؟"..
"خدم الباشوية" أصبحوا في مصر بالملايين ، والفضل يرجع الى عهد مبارك .. "الغير مبارك"! غير أن هذه باشوية مزيفة! فلا تغتر بها!

أذا أردت أن تكون باشا بحق فليس أمامك الا أحد حالتين – لا ثالث لهما – فأما أن تكون ضابطا في الشرطة أو أن تكون أحد أفراد النيابة. ومن شر البلية ما يُضحك! فهناك صراع بين الباشويتين.. فالنيابة تريد أن تكون باشويتها بشرطة.. وفوق باشوية الشرطة!.
ولا تغرنك باشوية أعضاء مجلس الشعب هذه الأيام .. فقد دار عليها الزمن دورته وأكل عليها وشرب وأصابها بالعديد من عوامل "التعرية"!

أما أذا أردت أن تكون من الفئة المميزة ، فئة السوبر باشوات ، فليس لك إلا أحد بابين لتلج منهما.. أما الباب العالي أوباب لجنة السياسات "الفاسدة". هذا أذا كان لديك المؤهلات المطلوبة من القدرة على مص الدماء والثراء الفاحش والفساد المطلق والأستعداد للعمالة وان لا تكون قد أصبت في يوم من الأيام بمرض "الوطنية".

الأسهل لك إذاً ، والأضمن ، أن تكون في فئة "الغلابة" ، سواء أكنت دكتورا أو مهندسا أو صحفيا أو مدرسا أو عاملا أو فلاحا أو محاميا أو حتى عامل محارة. وهذه فئة رحبة وفسيحة وتتسع لكل طوائف وفئات الشعب.. علاوة على أن بها درجات ومستويات متعددة من الفقر ، وبذلك يمكنك أن تختار درجة الفقر المناسبة "لغُلبك" .. وبراحتك بقى!

الأحد، ديسمبر ٠٣، ٢٠٠٦

إلّا طيزي.. ياعزيزي

هذه المشاركة تحتوي على ألفاظ تصنف تربويا وأجتماعيا على أنها نابية أملت ضرورة دراسة ظاهرة أنتشارها أن نوردها ، لا ينصح لمن هم دون سن الثامنة عشرة والآنسات والسيدات بقراءة هذه المشاركة.




إلّا طيزي.. ياعزيزي!

لم يعتد المصريون - إلا فيما ما ندر - أن يتداولوا ألفاظا من قبيل "طيز" أو ما شابهها في حياتهم اليومية. فالمصريون كسائر الشعوب الشرقية والعربية والأسلامية شعب خجول ومحافظ. غير أن الحال قد تغيرت ، وأقتحمت مثل هذه الألفاظ حياتنا في كل يوم ، وأصبح يتحتم علينا أما التعامل معها كأمر واقع أو البحث في أسباب أنتشارها.

وقد ظلت لفظة "طيز" لأزمنة عديدة لا تشير لأبعد من المقعدة ، حتى وجد المصريون أنفسهم فجاة وقد تسلطت الكاميرا على هذا الموضع في وضع قريب "كلوز أب" بفضل ممارسات سافلة وقذرة تكررت بشكل ينذر بتفشي هذه الظاهرة في أقسام الشرطة المصرية ، فأصبحت الكلمة تتعدى المقعدة الى فتحة الشرج وما بعدها!

تميزت حقبة مبارك بأنزلاق الشرطة المصرية العظيمة تدريجيا نحو هاوية الفساد ، وبعد أن كان شعارها "الشرطة في خدمة الشعب" تغير شعارها الى "الشرطة في خدمة الوطن" ، مع أختزال الوطن في شخص الحاكم وحاشيته ونظامه ، فأصبح دور الشرطة جهارا نهارا وعيني عينك هو خدمة النظام وحماية فساده.

ولما كان النظام فاسدا ، فقد تحتم إفساد الشرطة حتى أصبحت الأفسد على مستوى تاريخ مصر وربما على مستوى العالم أجمع. نقول ذلك ونحن نعلم أن بجهاز الشرطة المصرية لايزال العديد من الشرفاء والأوفياء للوطن ، ولكن ككل الشرفاء في مصر تم تهميشهم وإقصاءهم وإسكاتهم.

على مدي العقدين الأخيرين أدرك كل المصريين أن زيارة لقسم الشرطة تعني أن تشنف آذانك ببعبارات مثل "يابن الوسخة" و "يابن القحبة" و "يابن الشرموطة" و "يابن الزانية" و "يابن الكلب" و "يابن الواطي"! قد يقال ذلك لك شخصيا أو قد تسمعه يقال لأحد المتواجدين بقسم الشرطة! وكأنما صارت القيمة الأفتراضية للأم المصرية هي (وسخة – قحبة – شرموطة – زانية ) والقيمة الأفتراضية للأب المصري هي (كلب – واطي – وسخ) في قاموس الداخلية المصرية المعاصر! هذه ليست مصر التي تربينا فيها!

وفجأة وجد المصريون أنفسهم أمام سيل من القصص الموثقة بوثائق بلغت حد الصوت والصورة لأنتهاكات جنسية تتضمن أدخال أدوات مثل الكرتون في فتحة شرجهم ، مثل ما حدث مع أحد الناشطين ، ومثل أدخال عصاة في شرج أحد السائقين وتصوير ذلك بالفيديو ، ومثل أغتصاب أحد مجندي الشرطة لرفضه أستلام وتوصيل مبالغ رشوة في بور سعيد ، ناهيك عن أنتهاك أعراض السيدات وأغتصابهن حتى أمام ذويهم من قبيل ما حدث مع سائق الأسكندرية الذي أتهموه ولفقوا له قضية قتل أبنته التي لم تمت أصلاً!

أذا كانت الحكومة تتصور أنها بتسريب قصص الفساد هذه ونشرها تزيد من تخويف الشعب وقهره وترهيبة وبالتالي يسهل لها السيطرة عليه فهي واهمة وغبية ، فالعنف لا يولد إلا عنفاً والغلظة لا تولد إلا غلظة وقسوة وموتا للقلب. واليأس لا يولد إلا سلوكا إضطراريا عشوائيا ، وبذلك يتحول الناس الى وحوش ضارية ، قد تكون تحت السيطرة الآن ، ولكنها سرعان ما تخرج عن السيطرة من قبيل ما حدث في وسط البلد في عيد الفطر.

أن لم تدرك الحكومة المصرية أن هناك خللا شديدا يحتاج الى وقفة حازمة وعلاج ناجع لتخليص البلد من هذه الآفة ، فأنني أراني مضطرا لأن أبشر حكومة الفساد في مصر بقرب الأعلان عن تكوين جماعات من قبيل "إلا طيزي يا عزيزي من أجل التدمير! وقد يكون من بين أهداف مثل هذه المجموعات خطف ضباط التعذيب والقصاص منهم!

والأعلان عن مثل هذه المجموعات أو الحركات ، سمها كما شئت ، لن يكون مفاجئا لي ولا للعديدين ممن يشاركونني الرأي بأهمية العرض والشرف. وأنا قد عاهدت نفسي بأن أنضم الى هذه المجموعات عندما يعلن عنها أذا – لا قدر الله – حدث وأنضممت لقائمة ضحايا "أنتهاكات الطيز" لأن طيزي هي خط أحمر بالنسبة لي. وأما الآن فيكفيني أن أبقى في عداد حركات معارضة مثل كفاية أوالأخوان المسلمين وأن أتعاطف فقط مع حركة "إلا طيزي ياعزيزي" عندما يعلن عنها
!

منظّرون.. وقضاة

في رد على ماأوردته السيدة/ أكرام يوسف بموقع حركة كفاية
الأخت الفاضلة أكرام يوسف
لا أتفق معك على أن المنصف لا يرى الا أن الموقعين على بيان من تسموا بالمثقفين لم يهدفوا الى مناصرة الوزير شخصيا! والحقيقة هي أن منهم من هدف الى ذلك ومنهم من هدف الى أبعد من ذلك! واضعا ناظريه على باب لجنة السياسات (الفاسدة) أو حتى الباب العالي نفسه! لم يخب ظننا على أي الأحوال فقد صدر الفرمان الرئاسي بعدم المساس بالوزير ، وليذهب جميع المصريين للجحيم!
ولكي لا أُتهم بأنني أتاجر بتصريح الوزير ، أو زلة لسانه ، أقول أن الوزير والرئاسة مصممون على أنه له مطلق الحق في أن يقول ما يقول ، وأن ما قاله لم يكن زلة لسان! ولتذهب مشاعر المحجبات الى الجحيم (ويشرفني أن زوجتي وبناتي منهم - ويعلم الله أن ذلك كان أختيارهم بدون أدنى تدخل مني)!
دعينا من مناقشة أمور للأسف قمتي بالخوض والخلط فيها مثل الوكالة الحصرية للتحدث بأسم الله ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فكلنا يعلم أنه من السهل على أي مجادل (وليس محاور) أن يأتي بكلام حق يراد به باطل! غاية الأمر أنه لا ينبغي أن يتصدى للفتوى الا من هو مؤهل لها وإلا لحق للبقال أن يصبح قاضيا بين الناس في المحكمة ولمدرس الرياضيات الدخول الى غرف العمليات لأجراء العمليات الجراحية!
اريد أن أقول أن قضية الحجاب ليست خلافية كما تزعمين! وربما تكونين قد خلطتي بين الحجاب وبين النقاب! غير أنه عل أي حال لا أكراه في الدين وبالتالي فكل سيدة لها الحق في أرتداء ما تراه مناسبا لها ولذوقها ولمجتمعها ، وأما طاعتها لربها فأمر خاص بها. ليس عيبا أن لا نقوم بكل أعباء الدين، العيب هو في قيام من لا يقدر على الوفاء بأعباءه بمحاولة يائسة لإنكارها! ليس عيبا أن نخطئ ، ولكن العيب هو الوقوع فريسه للمكابرة والأنكار أو ما يسمى ب"البارانويا"! جميعنا يعلم أن أول الخطوات لأصلاح الخلل هو الأقرار به وليس محاولة أنكاره وطمسه ، على شاكلة "كله تمام يافندم"!
فاروق حسني لم يبد رأيا يخصه هو ، وأنما هو جلس في مقعد المفتي ، وهو ليس مؤهلا له ، وخاض في حكم شرعي بغير علم ، ونعت قطاع كبير من السيدات المصريات بأنهن رجعيات ومتخلفات ، وهدف الى صرف قطاع كبير من السيدات عن الحجاب بأن ذمه! لا يحق لفاروق حسني ولا حتى "للباب العالي" ذلك تحت ذريعة حرية الرأي!
ففي كل مجتمع هناك خطوط حمراء. وقد سنت المجتمعات قانونا لذلك ، وهو أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين. لا يحق للمسلم تحت ذريعة حرية الرأي أن يذم أو يحقر أو يقلل من شأن المسيحسيين وما يعتقدون أوالعكس .. وكذلك لا يحق للمحجبة أن تذم غير المحجبة وهكذا!
يؤسفني أنك قد أستغللت بعد الكلمات الرنانة مثل الأرهاب الفكري .. الخ .. للخلط على الناس، ونصّبتي من نفسك قاضيا لحسم كثير من القضايا التي قمتي بحسمها بلا تردد! غير أنه للأسف فأن ثقافة الحوار لدينا جميعا يشوبها ذلك!
لكنني لا أفهم معنى ربطك بين الأعتراض على ماخاض فيه الوزير وبين تهميش قضايا أكثر إالحاحا مثل البطالة والمرض ..الخ!
كان الأولى بك أن تنعي باللائمة قي ذلك على الوزير الذي خاض في ما لايعنيه وترك ما هو أولى أن يوليه عنايته الكريمة من قضايا المجتمع.. اللهم إالا إذا كنت تريدين أن تقنعي البسطاء من أمثالي أنه أذا خلعت المرأة عنها حجابها فسوف تنحل كل عقد المجتمع المصري من بطالة وأمراض وقهر واستعباد.
أذا كنتي يا أختي الفاضلة لست مقتنعة بالحجاب فهذا شأنك ، ولكن لماذا تريدين أن تدلسي على الأخريات بما ليس من دينهم؟ أوليس الأجدر بك أن تسألي أهل العلم بالمسألة أو تتركيها لهم؟ لماذا أغفلتي تماما رأي الأئمة الأفاضل من علماء الأزهر في هذا الأمر؟ بالطبع لأن لديك فكرة مسبقة وتريدين أن تدفعي الآخرين لأعتناقها بدلا من أن تبحثي عن الحقيقة في الأمر!
رحم الله الأمام الشافعي عندما قال:
(أحب الصالحين ولست منهم ، لعلي لأن أجد منهم شفاعة ، وأكره من تجارته المعاصي ، وإن كنا سواء في البضاعة!)..
فأذا كان الشافعي لا يعد نفسه من الصالحين فكيف بنا؟ (ولا نزكي على الله أحدا ، هو أعلم بمن أتقى).
هذا هو الأسلام وسماحته .. فأين نحن من هؤلاء!

السبت، ديسمبر ٠٢، ٢٠٠٦

عبيد مبارك .. وخدمه






عبيد مبارك .. وخدمه!!

لا يتورع الطاغية مبارك عن أنتهاز أية مناسبة مواتيه لأظهار مدى أحتقاره للشعب المصري الذي يرزح تحت نير طغيان نظامه الفاسد. آخر هذه المناسبات كانت في أصداره أوامر رئاسية مشددة بعدم المساس بخادمه فاروق حسني (وزير ثقافة الأباحية والمثلية) عقب اللوثة التي أصيب بها فجعلته يهذي بكلام طال به عقيدة الغالبية العظمى من الشعب المصري وتطاول فيها بالسباب على شريحة واسعة من سيدات المجتمع الفضليات واصما أياهم بالرجعية والتخلف وربما بالغباء أيضا!

أصدر مبارك هذه الأوامر الرئاسية المشددة والتي تفوق بكثير ما كانت توصف به فرمانات الباب العالي على أيام العثمانيين ، بعد أيام قليلة من زفه لبشرى بقاءه جاثما على صدور المصريين طالما بقي فيه نفس يتردد.

حسني مبارك يحتقر مصر والمصريين ، ونحن لا نحتاج أن نبرهن على ذلك بما قاله لأحد الشباب المصريين العاملين في الأمم المتحده عندما قال لمبارك أنه يفكر في العودة لمصر فكان رد مبارك عليه "وهي دي بلد يتعاش فيها؟!!". لا نحتاج أن نبرهن على أحتقار مبارك للمصريين وعدم الأكتراث بمشاعرهم ولا بمعاناتهم ولا بمتاعبهم ولا بمفكريهم ولا بمثقفيهم ولا بشئ من ذلك كله.. فكل ذلك عند الطاغية يساوي صفراً!

فهو يفعل في بلد "أهله" كل ما يحلو له من دون مساءلة من أحد ومن دون أن يجرؤ أحد على الأعتراض!
خَدَمُه من جهابذة وضباط الشرطة لا يتورعون عن سوم المصريين كل صنوف العذاب وينتهكون أعراضهم ويسحقونهم ويذيقونهم كل أصناف العذاب الذي لم يٌسمع به من قبل والذي يصل حتى الى أنتهاك الأعرض والأغتصاب الجنسي ، ناهيك عن الترهيب وتلفبق القضايا والتزوير في المحاضر وفرض الأتاوات وتزوير الأنتخابات. وأبواقه في الصحف وشتى وسائل الأعلام تفرض على المصريين منذ ربع قرن التسبيح بفضله والأقرار بنعمه النازله على رؤوس المصريين كالمصائب ، فهذا فيروس وبائي ، وذاك سرطان كبدي! ومناقبه كيره منها ما دون الفقر وآخر بطاله وثالث مخدرات ورابع غياب للأمن في الشوارع وتحرش جنسي جماعي بالسيدات الخ .. ناهيك عن تمكين عصابة الصهيو-أميريكيين وأذنابهم من البلد ، ولو جلسنا نسرد مناقبه ومفاخره فسوف يضيق بنا الوقت والمساحة! فالناس جوعى ولا يبالي ، ومرضى ولا يهتم وخائفون ولا يكترث وضاقت بهم أرزاقهم وأوطانهم وحياتهم ولا يأبه!

ولكن.. لم لا؟ لماذا لا يفعل ما يحلو له طالما أنه قادر بأن يأتي بمن يروق له ممن يفترض أن يحاسبوه هو وحكومته من أعضاء مجلس الشعب ، ويعين من يروق له في الحكومات الأشبه بالأرجوز يحركهم كيف يشاء ويتحكم في أفكارهم و أنفاسهم ؟ لماذا لا يفعل ما يحلو له وهو قادر أن يأتي بشرطة لا ضمير لها ولا بصيرة ولا فكر ، كل همها وجل وظيفتها حمايته ونظامه ، ثم هم بعد ذلك طليقوا الأيدي في البلد يفعلون بالناس ما يشبع فسادهم الغير محدود؟

لماذا لا يعتبر مبارك كل المصريين عبيدا له ، يتفضل على من شاء منهم لترقيتهم لكي يصيروا خدما له في مجلس الشعب والحكومة والشرطة! لماذا لا يفعل أذا كان قادرا على أضعاف الجيش وتحييده ،وبعد أن فقد الطاغية ضميره المصري وشرفه العسكري؟

هنيئا للفرعون الجديد باستعباد المصريين الذين لا يحركون ساكنا! وأن كان ذلك يذكرنا بآخر أيام السادات!!