السبت، فبراير ٢٤، ٢٠٠٧

غثاء السيل!

غثاء السيل!

عندما طفت فضيحة هالة سرحان على سطح نيل مصر العظيمة ، والذي للأسف صار يحمل إلينا في ظل حكم مبارك "رمة" تلو أخرى ، عافت نفسي أن أعلق على ذلك بأي شئ ، ربما لأنني آثرت أن أنتحي جانبا لأبكي الحالة التى وصل إليها وطني.
غبر أن الأستاذ عبد الباري عطوان ، متعه الله بالصحة والعافية ، كعادته كفانا جميعا مؤونة التعليق على الحال التي وصلت إليها مصر بهذا المقال البليغ الذي وجدت أنه ينبغي أن أنقله للجميع:
كرامة مصر المهدورة
عبد الباري عطوان
القدس العربي
24/02/2007


مصر الكنانة مشغولة هذه الايام بقضية مصيرية تهدد مستقبلها وكيانها، واجيالها الحالية والمقبلة، وهي قضية مذيعة تلفزيونية في قناة عربية متهمة بفبركة برنامج عن الدعارة في مصر، من خلال دفع مبالغ لفتيات عاديات للقيام بدور الداعرات بعد ان تعذر عليها الإتيان ببنات هوي حقيقيات . واعتبر الكثير من الاقلام المصرية الخوض في مثل هذه المواضيع اهانة لمصر وتشويها لصورتها، وطالب بالحديث عن الدعارة في بلد القناة الفضائية التلفزيونية المذكورة اي المملكة العربية السعودية كرد اعتبار لكرامة مصر وشرفها.اختصار كرامة مصر، وشرفها، في قضية ملفقة، يتناولها برنامج تلفزيوني يتعمد الاثارة، ومخاطبة الغرائز، في استجداء مسف لجذب اكبر عدد من المشاهدين، هو أحد مؤشرات الانحدار الذي وصل اليه هذا البلد العظيم هذه الايام، ويبدو انه انحدار بلا قاع فعلا.ما يشوه مصر وصورتها وتراثها الحضاري العريق، ليس وجود منحرفات فيها، فلا توجد مدينة فاضلة في العالم محصنة من مهنة الرذيلة، وانما تحول هذا البلد الرائد الي كم مهمل، بدون اي دور فاعل في محيطه، يعشش الفساد في قمته، وتحكمه مجموعة من المنحرفين وطنيا واخلاقيا، تنهب ثرواته في وضح النهار، وتعيش عالما خاصا بها يعزلها كليا عن السواد الأعظم من الشعب الذي يكدح من أجل لقمة عيش شريفة كريمة، وبالكاد يجدها.اربعة تطورات رئيسية وقعت في الاسابيع القليلة الماضية تكشف عن مدي تآكل الدور المصري واقترابه من درجة الصفر تقريبا، يجب ان تثير قلق النخبتين السياسية والاعلامية: الاول: اتفاق مكة الفلسطيني الذي رعته المملكة العربية السعودية، وانتزعته من قلب دائرة النفوذ المصري، فمصر التي قدمت آلاف الشهداء من أجل القضية الفلسطينية، عمق أمنها القومي، ورعت اشهراً من الحوارات بين اطراف الخلاف الفلسطيني، وجدت نفسها مهمشة كلياً، لتأتي المملكة العربية السعودية وتحصد ثمار جهودها في غمضة عين.الثاني: اعتماد الادارة الامريكية الاردن، وليس مصر، كمحور ارتكاز لتحركاتها في المنطقة. فقد شاهدنا الرئيس جورج بوش يختار العاصمة الاردنية للقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وتابعنا كيف حرصت السيدة كوندوليزا رايس وزيرة خارجيته علي لقاء قادة مخابرات اربع دول عربية هي مصر والاردن والسعودية والامارات في العاصمة الاردنية نفسها للمرة الثانية لتنسيق مواقف دول (محور المعتدلين) وتحركاتهم تجاه الملفين العراقي والايراني.نفهم ان تسرق المملكة العربية السعودية دور مصر الاقليمي، فهي تستضيف اقداس المقدسات الاسلامية علي ارضها، علاوة علي دخل نفطي يفوق المئتي مليار دولار، ولكن ما لا نفهمه ان يتقدم الاردن البلد الصغير الذي يعتاش علي المساعدات الامريكية، علي مصر الدولة الاقليمية المحورية في العلاقات مع الولايات المتحدة، فهذا يعني نجاحا لافتا للدبلوماسية الاردنية، وفشلا مخجلا للدبلوماسية المصرية، مع ان البلدين حليفان رئيسيان لواشنطن، وموقعان علي معاهدات سلام مع اسرائيل، ويتلقيان مساعدات امريكية سنوية.الثالث: ان تغيب مصر عن قمة دارفور التي رعتها القيادة المصرية، وهي قمة تبحث اوضاعاً ملتهبة في منطقة سودانية تقع علي حدود مصر، ويمكن ان تنعكس التطورات فيها، سلما او حربا علي المصالح الاستراتيجية المصرية، وربما الأمن الداخلي المصري ايضا.فعندما يتم تجاوز مصر في الملف الفلسطيني، وتتحول الي دولة تابعة ثانوية في الملفين العراقي والايراني، وتتغيب بدون اي تفسير منطقي عن الملف السوداني الذي يشكل عصبا رئيسيا لقوت سبعين مليون مصري (الشراكة في مياه النيل) فان هذا يعني ان هناك خللا كبيرا يتفاقم ويهدد حاضر هذا البلد ومستقبله.الرابع: استضافة باكستان يوم غد اجتماعا لوزراء خارجية سبع دول اسلامية سنية رئيسية هي مصر والسعودية وتركيا وماليزيا واندونيسيا والاردن، علاوة علي الدولة المضيفة لبحث القضية الفلسطينية، والتطورات الاخري في العالم الاسلامي مثل التمدد الشيعي ـ الايراني. وهذا المؤتمر الذي سيمهد لعقد اجتماع علي مستوي القمة لزعامات الدول نفسها هو تجاوز اشد خطراً علي دور مصر، واستيلاء علي مرجعيتها السنية الاسلامية، بعد ان تم تهميش مرجعيتيها العربية والافريقية.فباكستان ليست معروفة بدورها كمرجعية للاسلام السني، ولا يوجد فيها الازهر الشريف، ولم تكن في اي يوم من الايام عاصمة لأي امبراطورية اسلامية، ولم ينطلق منها صلاح الدين الايوبي والسلطان قطز والظاهر بيبرس للتصدي للصليبيين وتحرير القدس.المسؤول عن حدوث كل هذه التجاوزات والتراجعات هو الذي يسيء الي سمعة مصر، وينهش كرامتها، ويستبيح شرفها، وينتهك عرضها، وليس مقدمة برامج، ما كان لها ان تصل الي ما وصلت اليه لولا ضياع البوصلة السياسية والأخلاقية في بلدها، وسيادة السخافة والتسطيح في معظم اوجه الحياة فيها، وخاصة مواطن الابداع في مختلف فروعه، والثقافة علي وجه الخصوص.نكتب عن مصر لانها القاطرة التي يمكن ان تقود المنطقة الي بر الأمان، ولكن عندما يغيب الربان الذي يستحق قيادتها، ويملك المؤهلات اللازمة، ويجعل من مصالح شعبها، الفقراء قبل الاغنياء، قمة انشغالاته وهمومه، فان حالها، والأمة الاسلامية من بعدها، تصبح علي الدرجة من الانهيار التي نراها حاليا.قلناها في الماضي، ونكررها، وهي ان السمكة تخرب من رأسها ، ومن المؤسف ان الكثيرين في مصر العزيزة ينشغلون بالذيل، ولا يقتربون مطلقا من الرأس.مصر بحاجة الي قيـــــادة شابة تنهض من قلب المعاناة، تهدم كل ما هو قائم وتعيد البناء علي أسس جديدة مـــن الشفافية والعدالة والمساواة واحترام حقوق الانسان، والديمـــقراطية الحقة. قيادة تعيد لمصر دورها الريادي الحقيقي، وكرامتها المفقودة، ومكانتها التي تستحقها.

د. أحمد مراد

أمنيات المصريين!

أمنيات المصريين!


هل من طريقة للخلاص من المأزق المصري الحالي والممثل في النظام المصري الديكتاتوري ، والذي صار الخلاص منه أمنية وطنية ومطلبا قوميا يحول بيننا وبينه جبروت القوة الأمنية المفرطة؟

أجمع المراقبون للشأن الداخلي المصري بإستحالة جدوى الطرق الديمقراطية والشرعية كأدوات تغيير لتفعيل إرادة الشعب مع النظام المصري في ظل المعطيات الداخلية والإقليمية والدولية الحالية. من هؤلاء منظمات حقوقية قومية وأجنبية ، ومنهم أيضا قادة الفكر في مصر من جميع الإتجاهات الوطنية المصرية!

فهذا الأستاذ عبد الحليم قنديل يكتب على موقع كفاية تحت عنوان "في إنتظار تعديلات ربنا" نقلا عن الأستاذ أسامة الغزالي حرب. كذلك أوردت الصحف المصرية دراسة إحدى المؤسسات الإعلامية الأمريكية (الواشنطن بوست) والتي تجزم بإستحالة الخيارات الديمقراطية السلمية مع النظام المصري الذي أصبح يعده أصدقائه في واشنطن من ضمن أفسد عشرين نظاما في العالم ..!

ولما كنا نعلم يقينا أنه لا خير في دعاوى الأمريكان من "دمقرطة المنطقه" لأن ما يرمون إليه هو ديمقراطيات على طراز ديمقراطية كرزاي في أفغتنستان والمالكي في العراق ، فإنه لم يتبقى لنا إلا أن ننتظر "تعديلات ربنا" بتاعة أستاذنا عبد الحليم قنديل لأن جميع الناشطين أجمعوا على إستحالة تعبئة الشعب المصري للخروج إلى الشارع في ثورة ضد الطغيان!

وأنا(بحسب فهمي المحدود) أفهم "تعديلات ربنا" التي قصدها الأستاذ حرب على أنها: "أن لا يبقى في الصدرقلب ينبض ولا نفس يتردد"! وسواء أكان ذلك تلقائيا أم بفعل "إسلامبولي" فأنا أعتبر نفسي واحدا من عشرات الملايين من المصريين الذين باتوا يتمنون حدوث ذلك في كل يوم وليلة آملين أن ينجلي هذا الليل البهيم عن صبح يشرق بالأمل على ربوع المحروسة.
د. أحمد مراد

الجمعة، فبراير ٢٣، ٢٠٠٧

رسالة إلى فضيلة المرشد

فضيلة الأخ/ المرشد العام للأخوان المسلمين

السلام عليكم ورحمة الله.

لم يسعفني الوقت للإطلاع على مقال الأستاذ النفيسي. غير أنني بطبيعة الحال تابعته في بعض وسائل الإعلام ومنها قناة الجزيرة الإخبارية.

ومما لاشك فيه ، وهذا ليس بمستغرب ،أن قدامى الإخوان سوف يكونون شديدي الحرص على بقاء التنظيم خوفا على إستمرارية الدعوة. وأنا لا ألومهم على ذلك. ولكنني أتعجب مثل الآخرين من الجمود في خركة التنظيم وقالبه. أنا لست مع دعوة الأستاذ النفيسي بحل التنظيم والتحول إلى حركة دعوية. نحن لدينا حركات دعوية مثل جماعة أنصار السنة لم يستطيعوا أن يبلغوا معشار ما بلغته جماعة الإخوان ، لأن جماعة الإخوان تتميز بأنها تتوافق مع تطلعات الناس وأمالهم سواء أكانت إجتماعية أم إقتصادية أم سياسية. حركة الأخوان تتعامل مع كل ذلك في آن واحد ، ولذلك نجدها هي الأقرب إلى نبض الناس ووقع الحياة في الشارع.

غير أن طبيعة التحديث لمواكبة متطلبات العصر الذي نعيشة تفرض على الجماعة الأخذ بأساليب أخرى في الحركة. وأنا هنا أقصد أن تتحول الجماعة إلى عدة مؤسسات: مؤسسة دعوية تتولي تربية الأجيال التي تستمد منها بقية المؤسسات جماهيرها. ومؤسسة إقتصادية تتولى تقديم حلول إقتصادية للمجتمع على نطاق واسع ، سواء أكان ذلك لجموع جماهير الإخوان أم لجميع أفراد الشعب مما يساعد على التقليل من البطالة ويفتح أبوابا للأمل أمام الشباب حتى لا يقعوا فرائس سهلة لأعدائهم. ومؤسسة أخرى تتولى العمل السياسي ، ومن ذلك إنشاء حزب سياسي يعبر عن وجهة نظر الحركة. إن أي مؤسسة كبرى في العالم إنما تتقدم بهذا الأسلوب.

ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد.


المخلص

د. أحمد مراد

الخميس، فبراير ٢٢، ٢٠٠٧

مطلوب مليون وطني



الموقعون على هذا البيان، على اختلاف مشاربهم السياسية ومواقفهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية، يعلنون رفضهم القاطع لقرار النظام الحاكم إحالة عشرات من الأعضاء القياديين في جماعة الإخوان المسلمين إلى المحاكم العسكرية وحرمانهم من المثول أمام قاضيهم الطبيعي، ويعلنون تضامنهم التام مع المحالين ومع المعارض الليبرالي أيمن نور الذي يعاني الحصار والحرمان من الحقوق القانونية في محبسه، وذلك بغض النظر عن أي اختلافات فكرية سياسية أو فكرية مع كل منهما. ويرى الموقعون أن قرارات الإحالة للمحاكم العسكرية والحصار الذي يخضع له نور، وغيرهما من الظواهر والتطورات، كلها تشير إلى إصرار السلطة على مواصلة نهجها الاستبدادي القائم على قمع الحريات وتزييف إرادة الشعب وحصار القوى المعارضة الحقيقية. من هنا يعلن الموقعون إدراكهم الكامل لمدى خطورة الإجراءات الحكومية الراهنة، حيث أنها تعكس عزم الحكام وحوارييهم على تأبيد سلطتهم وتعزيز مواقعهم، وإصرارهم على مواصلة نهجهم الديكتاتوري. إن المسئولية السياسية تدعو كل الموقعين إلى اعتبار الهجمة على الغد والإخوان هجمة عليهم جميعا ينبغي، بغض النظر عن الاختلافات السياسية، التضامن ضدها بكل الأشكال والوسائل السلمية. متضامنون معا ضد هجمة السلطة على المعارضينمتضامنون معا ضد إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية

الموقعون حتى 20 فبراير 2007
إبراهيم عيسى – رئيس تحرير جريدة الدستور
أبية البنهاوي – عضو المنظمة الأفرومصرية لحقوق الإنسان
إبراهيم منصور – صحفي وعضو مجلس نقابة الصحفيين
أبو العز حسن الحريري – نائب رئيس حزب التجمع
د. أحمد الأهواني – أستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة
أحمد الباشا – مهندس
د. أحمد المهدي – أستاذ جامعي
أحمد بدوي عبد الحميد – طالب بهندسة حلوان
أحمد بهاء الدين شعبان – مهندس وقيادي بحركة كفاية
أحمد زين – إعلامي
أحمد سعودي – طالب جامعي
أحمد سيف الإسلام حمد – محامي وناشط حقوق إنسان
أحمد طه النقر – كاتب وصحفي
أحمد فتح الله – مهندس برمجيات
أحمد فؤاد نجم – شاعر
أحمد محجوب – شاعر وكاتب مصري
أحمد محمد – مدير مبيعات
أحمد محمود – مدرس
د. أحمد مراد – طبيب
أحمد مصطفى – مندوب مبيعات
د. أحمد يونس – كاتب وصحفي
أسامة أحمد – طالب وعضو مركز الدراسات الاشتراكية
أسامة أنور عكاشة – كاتب سيناريو
أسماء علي – طالبة بكلية التجارة جامعة القاهرة
إسماعيل سليمان – أمين حزب التجمع بالأسكندرية
أشرف أيوب – عضو اللجنة المركزية لحزب التجمع
أشرف بهنس – مصمم جرافيكي
أشرف الحفني – أمين حزب التجمع بشمال سيناء
أشرف جلال – مهندس شبكات اتصالات
إلهام عيداروس – مترجمة
إلهامي الميرغني – مستشار اقتصادي
أماني مأمون – سكرتيرة
أميرة عبد الحكيم – مدير المركز الوطني لمناهضة العنف الأسري ضد المرأة والطفل
أمين يسري – سفير سابق وكاتب سياسي
د. أمينة رشيد – أستاذة جامعية وكاتبة
أيمن حلمي – موسيقي ومترجم
أيمن عبيد – اتحاد الأطباء العرب
إيهاب عبد الحميد – صحفي بجريدة الدستور
بثينة كامل – إعلامية
بسمة محسن – صيدلانية
بهاء صابر – صحفي
بهاء طاهر – كاتب وأديب
بهي الدين حسن – المدير التنفيذي لمركز القاهرة لحقوق الإنسان
تامر وجيه – عضو مركز الدراسات الاشتراكية
جمال عبد الرحيم – صحفي
جمال فهمي – صحفي وعضو مجلس نقابة الصحفيين
جمال محمد –
د. جمال نصار – دكتور في الفلسفة وكاتب
د. جودة عبد الخالق – أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة وقيادي بحزب التجمع
جورج إسحق – تربوي وقيادي بحركة كفاية
جيهان شعبان – صحفية وعضو مركز الدراسات الاشتراكية
حازم غراب – إعلامي
حافظ أبو سعدة – المدير التنفيذي للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان
حسام بهجت – المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية
حسام الحملاوي – صحفي وعضو مركز الدراسات الاشتراكية
د. حسام عيسى – أستاذ جامعي
د. حسام عبد الله – استشاري العقم وأطفال الأنابيب بالمملكة المتحدة
حسن حسين – صحفي
د. حسن حنفي – أستاذ جامعي وكاتب
حسن عبد الله – أمين اتحاد الشباب التقدمي بحزب التجمع بشمال سيناء
حسن محمود – مدير المركز الإعلامي لكتلة الإخوان المسلمين بالأسكندرية
د. حسن نافعة – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
حسني عبد الرحيم – مهندس طاقة وكاتب
حسين عبد الرازق – صحفي وكاتب يساري
حلمي شعراوي – مدير مركز البحوث العربية والأفريقية
حمدي حسين – قيادي عمالي
حمدي عبد العزيز – مركز سواسية لحقوق الإنسان
د. حمدي عبده الحناوي – استشاري تنمية
حمدين صباحي – نائب برلماني ووكيل مؤسسي حزب الكرامة
حمزة الحلوجي – طالب
د. حمزة زوبع – طبيب وكاتب
حنين حنفي – باحثة وعضو مركز الدراسات الاشتراكية
خالد البلشي – صحفي
د. خالد فهمي – أستاذ بجامعة نيويورك
خالد يوسف – مخرج سينمائي
خليل عناني – صحفي بمجلة السياسية الدولية
د. رباب المهدي – مدرس جامعي وعضو مركز الدراسات الاشتراكية
د. رضوى عاشور – أستاذ في جامعة عين شمس وكاتبة
د. رءوف عباس – مؤرخ وكاتب
د. ريهام مصطفى – طبيب أسنان
د. زكي سالم –
زينب عبد الحميد الحضري – مدرسة
سارة محمد – مترجمة
د. سالم سلام – أستاذ طب الأطفال بجامعة المنيا وقيادي بحركة كفاية
سامح البرقي – مدير تنفيذي
سامح نجيب – عضو مركز الدراسات الاشتراكية
د. سامي العجوز – كيميائي
ساهر جاد – صحفي
سعد عبود – نائب برلماني عن حزب الكرامة تحت التأسيس
سعيد السويركي – صحفي
سلامة أحمد سلامة – رئيس تحرير مجلة وجهات نظر
سلمى أنور –
سلمى سعيد عبد الفتاح – مترجمة
سلوى جابر عبد النبي – محاسبة
سليمان يوسف – مهندس زراعي
سمية أحمد – طالبة
سمير الوسيمي – صحفي وباحث سياسي
سمير حسني – مخرج مسرحي
سمير سعد علي – محاسب
د. سمير عليش – ناشط مجتمع مدني
د. سوزان فياض – طبيبة ومديرة مركز النديم
د. سيد البحراوي – أستاذ جامعي وكاتب
شاهندة مقلد – فلاحة ومناضلة اشتراكية
صابر عيد – صحفي
صافي ناز كاظم – كاتبة وناقدة
صبري السماك – سينمائي
صفاء زكي مراد – محامية
صفاء سليمان – محررة
صلاح العمروسي – كاتب
صلاح عدلي – مدير مركز آفاق اشتراكية
صنع الله إبراهيم – كاتب وأديب
ضياء رشوان – خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
طارق البشري – كاتب ومؤرخ وقاض سابق
طارق عبد الجواد – مدير مبيعات
طارق نوارة – مدير
عادل المشد – رئيس مجلس إدارة سيجما للصناعات الإلكترونية
عادل سليمان –
د. عايدة سيف الدولة – أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس
د. عبد الجليل مصطفى – أستاذ بكلية طب قصر العيني
د. عبد الحليم قنديل – رئيس تحرير جريدة الكرامة
د. عبد الحميد الغزالي – أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة
عبد الرحمن موسى – مهندس
د. عبد الفتاح أحمد عبد الفتاح – طبيب وأمين مساعد حزب التجمع بالأسكندرية
د. عبد الفتاح حسن محمود – عضو مجلس الشعب
د. عبد الفتاح دياب – مدير
عبد العزيز الحسيني – مهندس وقيادي بحزب الكرامة
عبد العزيز مخيون – ممثل
عبد الله الخياط – كاتب وباحث إسلامي
عبد الله السناوي – رئيس تحرير جريدة العربي
د. عبد الوهاب المسيري – أستاذ جامعي وكاتب ومنسق حركة كفاية
عبير العسكري – صحفية
عرب لطفي – مخرجة سينمائية
عزت عبد المنعم هلال – خبير نظم معلومات
د. عزة الخميسي – مترجمة وباحثة
عزة خليل – طبيبة
د. عزيز صدقي – رئيس وزراء مصر الأسبق
عزيز نوح – مهندس
عصام اللباد – مهندس
عصام سلطان – محامي وقيادي بحزب الوسط تحت التأسيس
عصام شعبان – باحث بمركز آفاق اشتراكية
علا شهبة –
علاء الأسواني – كاتب وأديب
علاء سالم – صحفي بجريدة الأهرام
علاء الكاشف – أمين تنظيم حزب التجمع بشمال سيناء
عماد أمين – مهندس
عماد مبارك – محامي
عمر المالح – مهندس
عمر سعيد حسين – صحفي
عمر محمد أحمد الهادي – صحفي
د. عمرو الشلقاني – أستاذ جامعي
د. عمرو الشوبكي – خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
د. عمرو دراج – نائب رئيس نادي هيئة التدريس بجامعة القاهرة
عمرو زكي – مهندس
عمرو غربية – مدون
د. فاتن فهيم – أستاذ بجامعة الزقازيق
د. فتحي الخميسي – موسيقي
فريدة النقاش – رئيس تحرير جريدة الأهالي
فهمي هويدي – كاتب وصحفي
د. فيوليت داغر – رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان
د. كريمة الحفناوي – صيدلانية وقيادية بحزب الكرامة تحت التأسيس
كمال أبو عيطة – موظف بالضرائب وقيادي بحزب الكرامة تحت التأسيس
د. كمال حبيب – كاتب صحفي وباحث
كمال خليل – مهندس استشاري ومدير مركز الدراسات الاشتراكية
لبنى محمد –
د. لميس النقاش – أستاذ جامعي
لؤي محمد عبد الرحمن أبو زيد – طالب
د. ليلي سويف – أستاذ جامعي
د. ماجدة عدلي – طبيبة
ماجدة فتحي رشوان – محامية وعضو مركز العدالة للدراسات السياسية والاجتماعية
ماهر مخلوف – مهندس وعضو المؤتمر القومي العربي
مجدي أحمد حسين – الأمين العام لحزب العمل
مجدي سعد –
د. مجدي قرقر – مهندس وقيادي بحزب العمل
مجدي مهنا – كاتب وصحفي
محفوظ عبد الرحمن – أديب وكاتب سيناريو
د. محمد أبو الغار – أستاذ بكلية طب القصر العيني
محمد أحمد – داعية
محمد إسكندراني – عامل نظافة
محمد الأشقر – مهندس وقيادي بحزب الكرامة تحت التأسيس
د. محمد السيد سعيد – نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
محمد جمال – خبير تطوير إداري
محمد جمال بشير – صحفي
محمد خيري – طالب
محمد دردير – تاجر وقيادي بحركة كفاية
محمد رشيدي فهمي – طالب
محمد عصمت سيف الدولة – مهندس
د. محمد شرف – أستاذ جامعي وقيادي بحركة كفاية
محمد طاهر – طالب
محمد عبد العليم داود – نائب برلماني عن حزب الوفد الجديد
محمد عثمان – صيدلي
محمد مالك – مهندس
محمد محسن المهدي – مدير خدمة العملاء
محمد محمد عبد الوهاب – مهندس
محمد محمود إبراهيم – مهندس واستشاري تكنولوجيا المعلومات
محمد مسعد – بالدعاية والإعلان
محمد منير – صحفي
محمد هاشم – ناشر
محمد واكد – باحث وعضو مركز الدراسات الاشتراكية
محمود الجرداوي – شاعر
د. محمود اللوزي – أستاذ جامعي
محمود عطا – أخصائي حاسب آلي
محمود كمال – مدرس
د. مديحة دوس – أستاذ بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة القاهرة
مروة غانم – محررة أخبار
مصطفى اللباد – باحث
مصطفى سنجر – أمين حزب التجمع بالشيخ زويد شمال سيناء
د. مصطفى كامل السيد – كاتب وأستاذ جامعي
مصطفى مسعود – مهندس
ممدوح حبشي – مهندس
د. ممدوح مصطفى – أستاذ جامعي
منى عزت – صحفية
د. منار حسين – مدرس بطب القصر العيني وعضو مركز الدراسات الاشتراكية
منال خالد – مخرجة سينمائية
منذر اليوسف – طالب
مها عفت – فنانة
مها يوسف – محامية
مهاب المغازي – طبيب
د. نادر فرجاني – كاتب ومدير مركز المشكاة للدراسات
نبيل محمد عبيد – عامل
ندى القصاص – صحفية
ندى عابد – باحثة
نرمين خفاجى – آثارية بالمجلس الأعلى للآثار
نوارة نجم – صحفية
نورا يونس – مدونة
نولة درويش – عضو مؤسس بجمعية المرأة الجديدة
نيفين سمير – إدارية
هاني شكر الله – كاتب وصحفي
هبة رءوف – أستاذة جامعية
هشام أبو العز الحريري – عضو اللجنة المركزية لحزب التجمع
د. هشام السلاموني – سيناريست وكاتب مسرحي
هشام فؤاد – صحفي وعضو مركز الدراسات الاشتراكية
هند أبو العز الحريري – مهندسة
هيثم أبو العز الحريري – مهندس وعضو لجنة المحافظة بحزب التجمع بالأسكندرية
د. هيثم مناع – الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان
وائل خليل – مهندس وعضو مركز الدراسات الاشتراكية
وائل عباس – مدون وصحفي
وجدي عبد العزيز – مدير مركز الجنوب لحقوق الإنسان
ياسمين هاني وصفي – محاسبة وأمين اتحاد الشباب بحزب التجمع بالأسكندرية
د. يحيى القزاز – أستاذ جامعي وقيادي بحركة كفاية
يحيى عبد الله – محاسب
يحيى فكري – مهندس وعضو مركز الدراسات الاشتراكية
يحيى قلاش – سكرتير عام نقابة الصحفيين
يحيى مجاهد – صحفي بجريدة صوت الأمة
د. يحيى هاشم حسن فرغل – العميد السابق لكلية أصول الدين بالأزهر
يوسف شاهين – مخرج سينمائي

هذا البيان أصدره مجموعة من المعارضين المصريين ونشرته
حركة كفاية على موقعها.
ولاشك أن البيان يعبر عن رغبتنا جميعا ، و نريد أن نجمع مليون توقيع له.

والرابط هو: http://www.petitiononline.com/Kefaya01/petition.html

د. أحمد مراد

كريم ضحية من؟

كريم ضحية من؟


لا يساورني أدنى شك أن أكثر من يحزن على كريم الشاب الذي حوكم بسبب إزدراءه للأديان هو أهله وأسرته رغم ما أعلنوه من غضب عليه ، ذلكم الغضب الذي صورته بعض وسائل الإعلام بأنهم تبرأوا منه! وعلى الرغم من غضب أسرة كريم منه إلا أنها تبقى هي الأقرب إليه والأعلم بخفايا أمره وحقيقة الدوافع وراء أنتكاسته. غير أن لي عتب شديد على كل من ألقى باللوم على أسرته في شأن رعايته وتنشأته. ولا شك أن إنتكاسة كريم حدثت بعد دخوله الكلية وبعد أن أصبح مدركا. وعلى أي الأحوال فالسبب وراء أزمة كريم لم يعد سرا على أحد وقد أعلنه أبوه وهو منشور بالمصري اليوم بتاريخ 20/02/2007.

وحالة كريم ليست الأولى من نوعها. والمتابع لشأن مثل هذه الحالات سيروعه مدى إنتشارها ، غير أن قلة منها هي التي تخطفتها وسائل الإعلام وطفت على السطح مثل ما نشرته جريدة الأسبوع من قبل بشأن الفتيات اللائي إختفين ثم عدن لأهلهن بعد فترة وذكرن أن نشاطا تبشيريا كان وراء إختفاءهن. وليس عيبا أن يمر أي شاب بتقلبات فكرية حتى ينضج فكره وتستقيم عقيدته. ولكن مشكلة كريم كانت في تهوره وتحديه للمجتمع وقيمه. وهذا الموقف من قبل كريم مرتبط بشكل وثيق بتحريض من ضللوه وأدوا إلى إنتكاسته وهم تحديدا بحسب رواية أسرته: نوال السعدواي وعدلي أبادير.

غير أن حالة كريم أذا أضفنا لها حالة محمد العطار المتهم بالتجسس لأعداء الوطن وغيرهم الكثير من الشباب سوف سنجد أن هناك أزمة تعصف بشباب هذه الأمة في الوقت الراهن ، وأن هذه الأزمة وراءها عوامل كثيرة. لكن أهم عاملين فيها هما السياسات "الخايبة" للحكومات المصرية المتعاقبة في إدار الشأن المصري بالكامل مما جعل كل الشباب مشوش "وكفران" بكل شئ حوله ويائس من صلاح الحال. وهنا يأتي العامل الثاني ، وهو هذه الهجمة "الخبيثة" والشرسة من قبل الغرب وتحديدا أميركا التي رصدت آلاف المليارات للقضاء على الهوية الثقافية العربية والإسلامية ، ليتلقف هؤلاء ويمسخ هويتهم. ومما يؤسف له أن هناك "عصابة" ممن يتسمون "كذبا" ب أقباط المهجر يجندون أنفسهم لهذا الهدف الأمريكي الإمبريالي بشكل يسئ لمسيحيي مصر قبل مسلميها. وصحيح أن هناك من بين عملاء أميركا مسلمين ، ولكن تقاريرا كثيرة رصدت أنشطة مريبة ل"ذيول" هذه العصابة في مصر ، والتي تنشط في بعض الجامعات والمعاهد المصرية وفي مواقع على الإنترنت وفي العديد من الفضائيات ، من شأنها أن تؤدي إلى تصاعد حدة الأزمات بين المسلمين والمسيحيين مثل ما حدث في الأسكندرية حين تم تسريب ال سي دي الخاص بالمسرحية المسيئة للمسلمين.

كل هذا وحكومتنا "الرشيدة" ، وقائدنا "الهمام" وفرقة طبالي "الحزن" الوطني ليس لهم من هم إلا مسرحية عقيمة و"بايخة" وملها المصريين إسمها "التوريث"! تلكم المسرحية الهزلية السخيفة والتي تنقلب فجأة إلى مشهد درامي بإنجار الشعب المصري وخروجة إلى الشوارع وإشتباكة مع قوات الأمن ومقتل الآلاف منهم مما يؤدي إلى تحرك القوات المسلحة وينتهي المشهد بمقتل الوريث وهروب العصابة!

د. أحمد مراد

الأحد، فبراير ١٨، ٢٠٠٧

مصر: من أين.. وإلى أين؟

مصر: من أين.. وإلى أين؟


ماذا خسرت مصر بفقدان جمال عبد الناصر؟
عند الإجابة على هذا السؤال قد يهالنا مدى سهولة الإجابة علية .. ومدى صعوبتها في أن واحد!
من السهل علينا أن نقول : نعم لقد خسرت مصر الكثير بفقدانه..
ولكنه أيضا من الصعب علينا أن نحدد حجم هذه الخسارة! ذلك أن الطوفان لم ينتهي بعد ، ولما تهدأ العاصفة.
وليس هذا نحيبا على عبد الناصر ، والذي لاشك ، كأي قائد إتخذ العديد من القرارات المصيرية في أوقات حرجة له نجاحات وإخفاقات. وكما أن مقام مراجعة حقبة عبد الناصر ليس هذه السطور، فإنها أيضا ليست إختصارا مجحفا لتلكم الحقبة. قد يكون أسوأ ما كان في حقبة عبد الناصر ، بحسب الكثيرين ، هو ما شابها من سلبيات على مستوى الحريات العامة والخاصة للمواطنين. ومع إحترامنا لمشاعر من إكتووا بنارتلكم الممارسات والتي لاشك أنها لم تؤلم إلا من مسته ، لكنه لا يستطيع أحد أن يجادل أن تلكم الحقبة تميزت بعلو المد الوطني والقومي وبتنامي بناء الدولة المصرية. وسواء أتى أمر "ثورة يوليو" بالصدفة (أي بتقدير ربنا سبحانه وتعالى) ، كما يزعم أستاذنا محمد حسنين هيكل في تجربته الحياتية على قناة الجزيرة ، أم أنه كان بفعل فاعل وعن سبق إصرار وترصد كما يحلو للناصريين أن يروجوا ، فإن النتيجة هي أن الأمة ، وبمجئ ثورة يوليو ، فجاة وجدت طريقها.. والذي ما لبثت أن ضلته فجأة أيضا بفقدان عبد الناصر! وهذا بيت القصيد!

نعم إن أهم ما خسرته مصر ، والوطن العربي ، بفقدان عبد الناصر هو فقدان الطريق..والبوصلة إلى الإتجاه الصحيح! وفي تقديري ، وربما أكون مخطئا ، أن السبب وراء ذلكم التحول التاريخي في مسيرة الأمة إنما يرجع إلى خطإٍ تكتيكي وقع فيه عبد الناصر ورفاقه أنفسهم.. فما هو ذلكم الخطأ؟

لا شك لدي أن السادات كان مخترقا من قبل الغرب.. وأن عبد الناصر كان يعاني الأمرين من الروس الذين لا "يحمون" ظهرا ولا "يبلون" ريقا (أو كما يقول المثل العامي المصري"المتغطي بيهم عريان") ، مما دفع عبد الناصر لأن يضع السادات ، وهو المعروف بميله الى الغرب ، في منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية كنوع من مواربة الباب مع الغرب وترك مساحة للمناورة وإيجاد خيارات بديلة من ناحية ، ومن ناحية أخرى للضغط على السوفييت. غير أنه قد تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن! فمع موت عبد الناصر المفاجئ واعتلاء السادات سدة الحكم ، وجدت مصر نفسها وقد أنفتح الباب الذي أريد له أن يكون مواربا فقط على مصراعية أمام الغرب!

وسواء أكانت حرب أكتوبر عن إعداد وإستعداد وكانت بحق "حرب تحرير" ، أم أنها كانت مناورة متفق عليها و"حرب تحريك" كما يزعم البعض ، فإن النكبة الكبرى التي حلت بالعرب والمسلمين ، وإن كانت بدأت بإحتلال فلسطين ، أنما تأكدت بإتفاقية كامب ديفيد التي شقت الصف العربي وكشفت فيما بعد عن عورات حكام العرب. وسواء أكان السادات ذهب إلى القدس ، ومن ثم كامب ديفيد ، لأنه كان مُخترقا من قبل الماسونية العالمية أو لأنه عميلا للصهاينة ، أم أنه كما يروج مؤيدوه ، إنما أقدم على ما أقدم عليه يأسا من حكام العرب ذوي الوجوه المزدوجة ، فإن النتيجة واحدة: وهي إعلان إنهزام العرب والتسليم بضياع فلسطين. وليس صحيحا أن المسؤول عن ضياع العراق فيما بعد هم جماعة "بن لادن".. ولكن المسئول هو إنهيار صف الحكام العربي. ونحن نقول إنهيار صف الحكام لأن الأيام التي تلت سقوط بغداد أظهرت لنا بوضوح نوعين من السقوط: سقوط الحكام والأنظمة وجيوشها وسقوط إرادة الأمة ومقاومة الشعوب. ومن حسن طالع العرب والمسلمين أن إرادة الأمة وعزيمة الشعوب على المقاومة لم تسقط بعد ، وشاهدنا على ذلك هو إنتصار إرادة المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان. وهذا ليس غريبا. فليس من المنطق أن ننتظر إنتصارا لحكومات مدعومة من أعدائها ولا لجيوش تتسلح منهم ، في حين أن إنتصار إرادة المقاومة التي تفتدي الوطن بالنفس والنفيس هو النتاج الطبيعي لصراع البقاء وهو ما ينبغي أن نعوّل عليه.

غير أن خسائر مصر على يد السادات لم تتوقف عند تداعيات إتفاقية كامب ديفيد والتي أطلقت يد اليهود والأمريكان في شئون مصر وتداعيات ما زعم أنه سياسة "الإنفتاح" والتي ركب موجتها حفنة من الأشرار لا يتورعون عن مص دماء أهليهم وسلوك كل الطرق وصولا إلى المال والسلطة! فقد كانت مصر مع موعد آخر وخسارة أشد وطأة هذه المرة بموت السادات نفسه!

وسواء أكان مقتل السادات نجم عن إستعدائه للجماعات الإسلامية والتنكيل بشيوخهم ووصفه إياهم بأنهم "مرميون في السجن زي الكلاب" ، أم أنه جاء نتيجة لإنتهاء دوره بالنسبة للغرب والحاجة إلى دور جديد يأخذ الخطة المرسومة إلى حدودها الأبعد وإلى مداها الأقصى ، كما يحلو للبعض أن يرسم الصورة القاتمة إستنادا إلى نظرية المؤامرة ، فإن النتائج كانت كارثية على مصر بكل المقاييس!

فبعد إعتلاء مبارك السلطة وجد المصريون أنفسهم محكومون بالحديد والنار من قبل شخص ليس له قلب ولا تعرف الرحمة إلي قلبه سبيل! ذلكم الرجل المشهور عنه غلظته وقسوته المفرطة أيام أن كان قائدا بالقوات الجوية حتى أنه كان لا يتورع عن ركل حتى الضباط تحت إمرته "بالشلوت"! ويحكى من كانوا يجاورونه في سكنه في ذلك الوقت أنه كان يُرى في بلكونة شقته ساعة صلاة الجمعة لأنه لا يذهب إلى الصلاة! هذا الرجل القاسي القلب هو من أرسى قواعد الفساد في مصر وأصّله وقنن له! وبعد حكايتة المشهورة مع ‘إباظة‘ أصبح كل من يطمح إلى الثراء بطرق غير مشروعة يتسابق لإشراك أحد أبناء مبارك معه لكي يضمن أن تُفتح كل الأبواب أمامه وأن لا يقترب منه قانون!

وأخذ الفساد ينخر في عضد مصر كالسوس حتى تقوضت كل مقومات الدولة وكل مؤسساتها ، وتلوثت ذمم الكثيرين من المصريين قبل مياههم وضاعت النخوة فيهم بفعل إرهاب الأمن ، والذي تحول من حماية المواطنين إالى حماية الفساد وتسابق مع الفاسدين في مص دماء الشعب ، تارة ، و بفعل الأمراض التي باتت تحصدهم والفقر الذي ألتف حول رقابهم وكبلهم بالحاجة والعوز والدين كالحية الرقطاء عندما تشل حركة فريستها تارة أخرى!

عمل مبارك داعية الفساد على التخلص من كل الشرفاء والوطنيين وطاهري القلب واليد واللسان طيلة سنوات حكمه! وعمل على إضعاف القوات المسلحة و"مرمغة" شرفها في وحل الأمن المركزي حتى أصبح جيش مصر العظيم أثرا بعد عين! إشتهر عن مبارك أنه لا يطيق أن يسمع عن ناجح في موقعه خوفا من أن تزداد شعبيته ، وأن من لا ينصاع لأوامره من زمرته يؤتى به إليه في مكتبه لتكال له الشتائم والركلات على كل لون حتى أصبح جميع من حوله يخشونه حتى في غرف نومهم ، وأخذ هو يتباهى بأن موقع الرئاسة يحتاج إلى "مؤهلات خاصة".. هي تلكم المؤهلات! بالطبع هذا منطق الديكتاتور ، فكل ديكتاتور يحكم بنفس الأسوب ، أما الحكم الديمقراطي فلا يحتاج "لمؤهلاته الخاصة" هذه وإنما يحتاج إلى تفعيل القانون وتجريده من المصالح الخاصة.

أصبح شباب مصر يهجرونها بكل الطرق ، فإن لم تسعفهم الطرق القانونية رموا بأنفسهم إما إلى البحر وإما إلى عملاء الموساد والسي آي إيه لخيانة ما تبقى من وطنهم! أصبح شباب مصر سلعة لمن يؤمّن لهم لقمة ولو حتى غير شريفة ، فإن لم يستطيعوا أن يجدوها إمتدت أيديهم الجائعة حتى الى الأيدي التي أحسنت إليهم!

وفي عهد مبارك تدنت مكانة مصر بين الأمم بعد أن كان لها دور الريادة بينهم. وتخلف أداء المصريين وأهتزت صورتهم وعمتهم العشوائية والتخبط وسوء التنظيم وغياب الصيانة الدورية والتدريب والتعليم المستمر ، وبذلك تراجع منتوجهم القومي وتراجع إقتصادهم. لم يعد أحد من المسؤلين وموظفي الدولة ولا حتى من العمال يبالي من واجباته ومسئولياته بشئ إلا بما يعود عليه هو فقط بالنفع!

وإذا كانت الأمور قد وصلت إلى هذا الحد فمن حقنا أن نسأل مبارك لماذا ضيعت مصر؟ ولماذا خنت أمانة الحفاظ عليها؟ ولماذا إستحللت أموال ودماء أبناءها؟ وفي أي موضع من صفحات التاريخ ترى مكانك؟

وفي كل هذا الخضم وفي هذا الوقت العصيب الذي زادت فيه هجمة أعداء الوطن عليه يريدون أن يفترسوه وأن يستعبدوا أهله ، مما يلقي على عاتق المصريين بمسئولية أكبر ووطأة أشد وحاجة ماسة إلى مضاعفة الجهد والتوحد خلف قيادة وطنية شريفة تنقذ الوطن من الإنهيار، نجد أن مبارك وزبانيته يعملون على توريث حكمه الفاسد إلى إبنه!

ليس لنا إلا أن نقول: "صحيح إللي إختشوا ماتوا"!

د. أحمد مراد

الأربعاء، فبراير ١٤، ٢٠٠٧

أسئلة غاضبة

الغضب يملأ صدور المصريين.. وبخاصة المسلمين منهم..
لماذا هذه التفرقة البغيضة بين المسلمين الأغلبية المغلوبة على أمرها.. في حين يدلل نظام مبارك المسيحيين .. ويغازلهم؟
لم نسمع عن أن دولة مبارك مست شعرة من رأسمال مسيحي بينما تدمن ضرب إقتصاد المسلمين.. لم نسمع أنها فعلت أي شئ "لساورس" ومشروعاته السرطانية وقنواته الفضائية الحالية والمزمعة.. أو حتى لاحقت "لكح" اللص وأشباهه..في حين أنها أن تعتبر أموال الشاطر ورفاقه غنيمة!
ولنا كمصريين أن نتساءل..
ما هي ملة مبارك؟
هل هو مسلم أم أنه لا دين له؟
هل هو صهيوني؟
ماسر كل هذا العداء للمسلمين؟
ولماذا يُجلس المسيحيين على حجره ويهننهم ويبطش بالمسلمين؟
ماسر هذا التلاطف والتجاذب والحب المفضوح للصهاينة؟
من حقي كمصري أن أعرف حقيقة رئيسي وما إذا كان عميلا لأعدائي...
لماذا هدم مبارك مصر الدولة؟
ولماذا جوّع المصريين وأمرضهم؟
ولماذا أضعف قوة مصر العسكرية ومرّغ أنف جيشها في تراب الأمن المركزي؟
غير أننا يحق لنا أن نتساءل في المقابل..
أين المصريين؟
وأين جيش مصر العظيم؟
وأين "الإسلامبولي" ورفاقه الذين أدخرتهم مصر لتلك الأوقات العصيبة ولهؤلاء الخونة؟
بل أين أنا وأنت...!
.لماذا نجلس نجتر همومنا في بيوتنا ننتظر وصول زبانية مبارك إلينا في كل لحظة .. ولا نفعل شيئا؟
لماذا لا نخرج الى وسع الشارع.. بل وإلى سعة الموت.. ورحمته؟
ولكن..
فلتعلم أن نهاية الطاغية إقتربت بعون الله..
إنه الآن إنما يذكرنا بآخر أيام السادات!

السبت، فبراير ١٠، ٢٠٠٧

الحكومة والإخوان.. ومصر الوطن

الحكومة والإخوان.. ومصر الوطن


تساؤلين يطرحهما الصراع الحالي بين النظام الحاكم في مصر وجماعة الإخوان المسلمين:

السؤال الأول هو: هل هناك من خيار بديل عن الإختيار بين النظام الحالي على ما به من مساوئ وبين الإخوان المسلمين على نمط الدولة الدينية الذي يحاول مناهضي الإخوان المسلمين تصوير حكمهم المفترض على شاكلته؟
بالفعل هناك خيار ديمقراطي بين الخيارين يتحقق فيه تداول السلطة وإقتسام الثروة بعدالة بين أفراد الشعب حيث تكون الأولوية للوطن وبنائه والرقي به لأنه رقي بكل المواطنين معا من دون إستثناء. هذا الخيار الديمقراطي الذي يحول بيننا وبينه هو النظام الديكتاتوري نفسه. والمعترضين على إسقاط النظام بالعصيان المدني (وهو ليس بالضرورة ما يتمناه كل مصري لما يحفه من مخاطر) لم تقترحوا آية حلول بديلة لإجبار النظام على النزول على رغبة الشعب الذي يرزح تحت قهر قانون الطوارئ والأمن المركزي.

السؤال الثاني هو: هل الإخوان المسلمين يسعون إلى السيطرة على السلطة والإنفراد بها وإقصاء غيرهم؟
هذه هي دعوى النظام الذي يخوف بها الناس من الأخوان المسلمين في حين أنهم ينفون ذلك في كل وقت. وأنا شخصيا لست من جماعة الإخوان المسلمين ولكنني أميل إلى تصديقهم بأنهم سوف يشاركون بقية قطاعات الشعب الحكم وسيقبلون بتداول السلطة ديمقراطيا وسوف يحكمون بشفافية وبدون فساد كالحاصل حاليا ، وأعتقد بأنهم سوف يخضعون للظروف والسياسات العالمية السائدة في العالم الآن. ولا شك لدي أنهم سوف يعملون على بناء مصر قوية وهذا ما يدفع الغرب للضغط على الحكومة لعرقلة مشروعهم حيث لا يرغب الغرب في وجود دوبة قوية في مصر حماية للمشروع الصهيوني.

بقي أن نشير إلى أمر هام وهو أننا نميل إلى الخلط بين عاملين هامين في تكوين شخصية أي مواطن وهما النزوع إلى الإعتقاد في فكر ما ، أو الناحية الأيديولوجية في الشخصية وهذا قد يكون إعتقاد ديني أو فكر يساري أو ليبرالي .. إلخ ، وبين درجة الإنتماء للوطن أو ما يعرف بالوطنية. الوطنية هي حالة وجدان بينما الأيديولوجية هي حالة ذهنية فكرية. ولأن الثانية تتعلق بالفكر والتفكير ، لذلك تخضع للتمحيص والتعديل حسب الظروف ، في حين تبقى درجة الوطنية ثابته تقريبا في كل مراحل الحياة. وفي تقديري فأن الوطنية هي قيمة موروثة وتنمو مع الفرد في شبابة وليست نابعة من المعتقد الأيديولوجي ، ومن ثم فيمكن أن نجدها لدي الجميع: مسلمين ومسيحيين ، يمينيين ويساريين ، متدينين وغير متدينين. الخطورة تكمن في خلط الأيديولوجية بالوجدان (وخاصة في حالة الإعتقاد الديني) ومن ثم محاولة ربطها بالوطنية ثم محاولة تجريد من يخالفنا الرأي من الوطنية. مشكلتنا الرئيسية الآن أن النخبة الحاكمة الآن في مصر لا تتحلى بأي قدر من الوطنية وكل همها هو تحقيق مصالح شخصية في الثروة والسلطة ولا تلقي بالا لمصالح الشعب ولا للمصالح القومية العليا لمصر ولا لرقيها ونهضتها ، ولا تتواصل مع الشعب على أي مستوى!