الإبتزاز بالقبطنة!
أثار البعض قضية التمثيل النسبي "للمسيحيين" المصريين (وليس كما يزعمون "الأقباط" لأن كل المصريين في الحقيقة أقباط) في المجالس النيابية في معرض مناقشة التغييرات التي قرر مبارك إدخالها على الدستور المصري بهدف النيل من هوية الدولة الإسلامية. وإذا كان الأمر يقتصرعلى ضمان تمثيل نسبي حقيقي للمسيحيين في المجالس النيابية فعلى العين والرأس وبالطريقة التي يرغبون بها سواء أكان ذلك عن طريق الإندماج في الأحزاب أو بحفظ نسبة مخصصة لهم يتم إنتخابها بواسطة المسيحيين أو يعينها رئيس الدولة أو رئيس الكنيسة أو بأي طريقة أخرى يرضونها.. ليس لدينا أدنى مضض أو تململ من ذلك!
وأما إذا كان الهدف هو "علمنة" الدولة لأجل عيون مواطنيها المسيحيين فلا وألف لا ودون ذلك الكثير والكثير ولا يغرنك حزب الصهاينة الحاكم في مصر الآن فهو إلى زوال..
السبب وراء رفضنا هذا هو أن مصر دولة إسلامية من واقع تعداد سكانها المسلمين والبالغ 94% من جملة سكانها (بحسب موقع الشرق الأدنى بالإدارة الأمريكية نفسها). ولأن مصر دولة إسلامية فدينها الرسمي هو الإسلام ولغتها الرسمية هي العربية. ولن تتحول مصر المؤمنة الى دولة كافرة بعون الله في يوم من الأيام.
من ناحية أخرى ، دولة مثل المملكة المتحدة هي دولة مسيحية وملكتها هي رأس الكنيسة ، فهل ياترى لأن بها عدة ملايين من المسلمين ستتحول الى دولة علمانية أو أن رئيس وزراءها سيكون مسلما في يوم من الأيام؟ مثل آخر هو: ألمانيا ، هل ستتحول عن المسيحية لأن بها بعض الأتراك المسلمين في الوقت الذي تقودها فيه السيدة ميركل المسيحية المتعصبة؟ وهل سنرى يوما رئيسا مسلما لفرنسا أو الولايات المتحدة الأمريكية وكلتاهما جمهوريتين غير دينيتين؟
لماذا ينبغي علينا نحن أن نغير جلدتنا ونخرج عن ديننا لأن فريقا من أهل بلدنا قرر أن يدخل في المسيحية تحت التهديد والوعيد الروماني ، وعندما جاء الإسلام قرر الفريق الأكبر من سكان البلد سواء أكانوا وقتها مسيحيين أم وثنيين الدخول في الإسلام وبقي جزء منهم على مسيحيتهم من غير أن يرغمهم أحد على تركها؟
لماذا ينبغي علينا نحن أن نغير جلدتنا ونخرج عن ديننا لأن فريقا من أهل بلدنا قرر أن يدخل في المسيحية تحت التهديد والوعيد الروماني ، وعندما جاء الإسلام قرر الفريق الأكبر من سكان البلد سواء أكانوا وقتها مسيحيين أم وثنيين الدخول في الإسلام وبقي جزء منهم على مسيحيتهم من غير أن يرغمهم أحد على تركها؟
بأي حق يطالبنا هذا البعض الآن بأن نتنكر لعقيدتنا من أجل "أوهام" بعض منهم يحلمون بتحويل مصر إلى دولة مسيحية رغم أن عقيدتنا الأسلامية هي التي حافظت على هويتهم المسيحية؟ ما هذا الإبتزاز الدنيئ؟ وهل تصوروا أن نرضخ لمثل هذا الإبتزاز؟ أم إنه موسم التهافت على أمة محمد بسبب ضعفها. غير أن تلك ليست هي المرة الأولى التي يتهافتون فيها على مصر، ولو أنهم وعوا التاريخ جيدا لأدركوا أن مصر صدت كل الهجمات التي توالت عليها وبقيت على مر العصور مرفوعة الرأس وحامية حمى التوحيد.