الأحد، مايو ٢٧، ٢٠٠٧

آفاق المشروع القومي العربي.. وبدائله!

آفاق المشروع القومي العربي.. وبدائله!



الناظر إلى الواقع العربي الحالي لايمكنه أن يخطئ أنه لا بديل حقيقي للأمة العربية على الساحة من المشروع القومي العربي.
فالعرب الآن يتنازعهم تياران رئيسيان بالإضافة الى التيار القومي: تيار الموالون للغرب والذين يسمون أنفسهم بالليبراليين وهم لفيف من المنتفعين والإنتهازيين وحاشية السلطة وبطانتها بالإضافة إلى بعض المثقفين الذين تعرضوا للثقافة الغربية وانبهروا بالديمقراطية والحريات في المجتمعات الغربية ، وهم على الرغم من كونهم قلة منخدعة لا تعلم الغرب الإستعماري على حقيقته إلا أنهم من يعطي لهذا التيار بعضا من زخم وقيمة. التيار الثاني هو تيار لقيط عميل للمشروع الفارسي الصفوي المتخفي تحت عباءة التشيع وحب آل البيت. وهذا المشروع الأخير ليس جديدا ولم تفلح محاولاته المتعددة من غزو المنطقة العربية مهما بلغ حجم عملائه ومنتفعيه وهو مرفوض جملة وتفصيلا من الغالبية العربية السنية. لم يتبق على الساحة إلا المشروع القومي العربي والذي لا يستثني بالضرورة الجماعات الإسلامية من الإنتماء إليه. والمعضلة الأساسية التي أعاقت هذا المشروع لحقب عديده هي سيطرة اليسار الشيوعي العلماني على خطابة وإغراقهم في إستعداء فصيل الإسلاميين والذين يهدفون إلى ما هو أبعد من البعد القومي العربي لهذا المشروع ليشمل العالم الإسلامي ، وهو أمر ليس بالضرورة متناقضا مع المشروع القومي العربي والذي هو بالأساس نواة المشروع الإسلامي.
إن نجاح المشروع القومي العربي هو مرهون ، بنظري ، بالتلاحم بين كل القوى الوطنية العربية سواء أكانت يسارية أم إسلامية ، وحتى الوطنيين من الليبراليين إذا كانوا غير موالين للأجندة الغربية ومشروعها الصهيوني الإمبريالي في المنطقة. ويهمني هنا أن أبين أمرين: الأمر الأول هو أن صفة وطني ليست بالضرورة نقيضا لصفة قومي ولا ينبغي أن توظف لا شعوبيا ولا قبليا ولا طائفيا ، وإنما هي أساسا تعني الحب والولاء والإنتماء والإخلاص للوطن والمواطن العربي (مسلميه وغير مسلميه) في كل البلاد العربية. الأمر الثاني هو أن المشروع القومي العربي لا يعني بالضرورة وحدة سباسية إندماجية بين البلدان العربية ، ولكن وحدة مصالح ومصير وسياسات وإقتصاد مثل تلكم القائمة حاليا في الإتحاد الأوروبي ، وربما هذا أهم الدروس التي ينبغي أن نستخلصها من محاولات الماضي.
بقي أن نشير إلى تساؤل هام: من ياترى ينبغي أن يقودنا إلى تحقيق هذا الحلم العربي؟
والإجابة لا تخفى على أحد: بالطبع ليس الحكام وكل من إنضوى تحت هيمنة المشروع الغربي الصهيوني الإمبريالي.
بل هم كل الوطنيين وفي طليعتهم النخبة المثقفة والتي ينبغي أن تضطلع بدورها التاريخي في توعية الشعوب وقيادة الأمة لتفرض مشروعها القومي فرضا على أرض الواقع.

د. أحمد مراد

ليست هناك تعليقات: