الجمعة، يونيو ٠١، ٢٠٠٧

نحن نتسلى.. أيها الغبي!

نحن نتسلى.. أيها الغبي!


"بنسلي همنا.. ياغبي"!
هكذا جاءني الرد..

أما القصة فترجع إلى حالة من الغباء المستحكم أنتابتني ، كالعادة ، وأنا أتأمل في ما يلقاه أعضاء الجماعة "المحظورة" إياها والتي يصر صديقي "المعارض" على أن يسميها "المشهورة"..
وإذا سألتني بماذا هي مشهورة سيتبادر إلى ذهني على الفور أنها مشهورة بتعرض أعضاءها للتنكيل من جميع حكام مصر على إختلاف مشاربهم على الرغم من أنها تعتبر من أكثر جماعات المعارضة "براجماتية" بحسب المتحدثين في السياسة ، و لغتهم التي لا أفهمها ، وإن كنت أعتقد أن هذا الوصف لحالتهم يعني التماشي مع الواقع والقبول بأحسن ما يمكن الوصول إليه بحسب الظروف المحيطة.

المهم أنني كلما طالعت أخبار التنكيل بمرشحيم وناخبيهم وأعضاءهم في مجالس "الأُنس" التي يسمونها "النيابية" إنتابتني هذه الحالة من الغباء! وأما اعراض الحالة التي لم أجد لها علاجا ناجعا حتى الآن فهي أن كلمة واحدة تلازمني وتسيطر على ذهني وتشل تفكيري وهي كلمة لماذا؟ .. لماذا كل هذا العناء؟ هل هو نوع من الإدمان؟

ولكي أكون صادقا معكم ، فإنني أعترف أن هذه الحالة لا تأتيني فقط عندما أطالع ما يلقاه أعضاء هذه الجماعة الأشهر في هذا المضمار ولكن أيضا في كل مرة يُسقَط أعضاء "الحزن" الوطني "عضوية" أو"حصانة " ، هي لا تقي بردا ولا تسد رمقا ولا تدفع إعتقالا ، عن واحد من المعارضين! أو أن تصدر محاكم النظام حكما بالسجن على مراهق تجرأ على ذكر الفرعون ، أو أن ترفض لجنة شئون الأحزاب طلبا لتكوين حزب ليس على هوى الفرعون أو أن تسحل قوات أمن الفرعون مظاهرة "بريئه" للمدعوة "كفاية"!

وعلى ذكر كفاية ، فقد الحت عليَّ نفسى بأن أتوقف عن سرد هذه الأمور التي تحدث لقليلي العقل هؤلاء .. (وكفاية) لأنني إنتابتني نوبة من القرف سرعان ماستؤدي إلى نوبة من الغثيان وتوابعه! وعلى ذكر قليلي العقل فإنني أقر وأعترف أن هذه اللفظة هي الأكثر تهذبا وتحضرا التي أسعفتني بها ذاكرتي المهلهلة بفعل أخبار الجماعة "المشهورة" وحالها (الذي يصعب على الكافر) وبفعل متابعة أخبار "قناة الجزيرة" وما تنقله مما يحدث للفلسطينيين الغلابة!

أما حقيقة الأمر فهو أن عقلي الغبي والقاصر عن فهم طبيعة ما يجري على الساحة من حولي يصور لي أن كل من يقبل أن يلعب دورا سياسيا في الحياة الساسية المصرية الآن إنما هو أما غبي وإما عميل للصهيونية والإمبريالية ، وأنه ينبغي للوطنيين أن يلعبوا دورا واحد فقط وهو دور المقاومة إما مقاومة إيجابية برد الصاع صاعين وإما مقاومة سلبية بعصيان مدني!

وأما فئة الأغبياء (في تصوري الغبي) فقد أستحقوا هذا الوصف بجدارة لأنهم يعلمون جيدا أنه ليس بإمكانهم أن يغيروا شيئا من واقع مصر المرير والخطر المحدق بها عن طريق لعب إدوارا سياسية "عبيطة" مع نظام بهذا القدر من الديكتاتورية والشمولية والإستبداد والفساد والعنف مع الشعب والإنبطاح مع أعداء الوطن ، وإنهم إنما يلعبون فقط دور "المُحلل" لهذا النظام العار!

أنهم مجموعة من الأغبياء.. هذا ما يصوره لي عقلي "القاصر والغبي.."!
وليس هذا فحسب ، بل أن عقلي الغبي يلح علي أيضا بأنه ينبغي عليهم فورا أن يحلوا هذه الأحزاب السياسية "الديكورية" وأن يتقدم كل من هم خارج "الحزن" الوطني بإستقالتهم من كافة أنواع الوظائف السياسية ويتركوا الفرعون وجماعته يلاعبون أنفسهم لعدة أيام .. قبل أن ينفجر الشعب المصري كالبركان ويحرقهم!

وجدتني أتوقف عند الجملة الأخيرة: " ينفجر الشعب المصري كالبركان ويحرقهم" وأتأملها..
وعندها جاءتني الإجابة أعلاه: " بنسلي همنا.. ياغبي"!

ألم أقل لكم أن "الغبي" يصور له غباءُه العقلاءَ من حوله على أنهم مجموعة من الأغبياء!

ليست هناك تعليقات: