السبت، يونيو ٠٩، ٢٠٠٧

بصراحة..!

بصراحة..!


أرجو أن يتسع صدر الجميع لكلامي هذا لأن الصراحة أحيانا تكون جارحة ومؤلمة غير أن الظرف الذي تمر به بلدنا أصبح من الدقة والخطورة بحيث لم يعد لدينا متسع من الوقت. إن مصر تمر الآن بما يشبه الظروف التي مرت بها فلسطين قبل عام 1948. فالصهاينة بتقاطرون عليها ويتكالبون عليها بكل الطرق. وإن لم نتحرك لإزاحة النظام الحاكم "المشلول" و "المُخترق" فإن البلد سوف تضيع من أيدينا ونتحول إلى عبيد فيها.

ليست المشكلة في تشخيص المرض العضال الذي يفتك بمصر ، سواء في ما يتعلق بنظام الحكم "الفاسد" و "المُخترق" وأساليبه القمعية للشعب وللوطنيين ، ولا فيما يتعلق بالأحزاب الديكورية التي ولدت سفاحا من رحم النظام الديكتاتوري لتكون أداة تجميل وشرعنة للنظام الذي يدعي الديمقراطية ذات الأنياب. والمشكلة لا تكمن بالأساس في الشعب المصري ، والذي كأي شعب يصل به الحال إلى ما وصلنا إليه سوف يصطف خلف قيادته المخلصة والمتجردة إذا ما قررت أن تقوده إلى الخروج من النفق المظلم.

المشكلة تكمن في قيادات المعارضة هذه والتي ترغب كلها ، وبدون إستثناء ، أن تجني الأرباح قبل أن يبدأ النزال أو حتى تخرج للمواجهة. إن الشعب المصري لم يجد قيادة قوية ثابتة على مبدأها تقود نضالة ضد هجمة الإفقار والإزلال والإحتلال الداخلي.

الشعب المصري مشوش الفكر والرؤية في قيادات المعارضة والسبب يكمن في تناحر هذه القيادات ، وفقدان الثقة بين المخلصين من أبناء الوطن من فصائل المعارضة. فالكل ليس فقط متشكك في صلابة موقف الآخر من المواجهة مع النظام ، ولكن أيضا يرمي الطرف الآخر بمحاولة عقد صفقات مع النظام يقي بها أنصاره بطش النظام ، والذي لا ينجو منه أحد منهم ولا من الشعب المسالم.

إن التحدي الأكبر الذي يواجه المعارضة هو أن النظام يراهن على أن الإخوان المسلمين والذين هم أكبر فصائل المعارضة لن تلجأ تحت أي ظرف الظروف ومهما زادت الضغوط عليها إلى أي شكل من أشكال العنف لوقف تنكيل النظام بها، فضلا عن مواجهته لإسقاطه.

من هنا نجد أن الإخوان المسلمين ، والذين هم من أخلص الوطنيين لمصر وحريتها والذين يعقد عليهم الشعب المصري كثير من الآمال ، قد أصبحوا ليس فقط حجر عثرة أمام تحرك الشارع المصري للخلاص من الكارثة المحدقة به ، بل وأيضا من أهم عوامل التثبيط وشق الصف بإتباعم سياسة "الإستموات" هذه. هذا بالإضافة إلى خلطهم الحالي بالماضي وتحميلهم فريق من الوطنيين المعارضين (اليساريين) إثم كل ما لاقوه على يد نظام العسكر.

وإلى أن يراجع الإخوان وغيرهم من قوى المعارضة المصرية سياساتهم ، فللحاكم أن يطمئن على كرسيه وعلى وريثه!


ليست هناك تعليقات: