الأحد، يونيو ٢٤، ٢٠٠٧

دين ودولة

دين ودولة
دعوة الإخوان المسلمين تقول بأن الإسلام إنما هو دين ودولة.
ومعلوم أن دعوة الإمام الشهيد حسن البنا رحمة الله عليه أساسها تربية نشئ صالح تقوم على أكتافه هذه الدولة ، وأن الإعداد والإستعداد وبناء العقيدة يأتي قبل الإضطلاع بالتكاليف وأنه لا ينبغي إستعجال قطف الثمرة.

غير أن هناك إشكاليتين ، برأيي ، تحول بين الدعوة والوصول إلى غايتها.

الإشكالية الأولى تتمثل في إنعدام التربة الملائمة والظروف المواتية لكي تقوم الدعوة بواجبها على الوجه الأكمل في تربية الشباب. والسبب في ذلك هو ذعر الحكام سواء أكانوا ملكيين أم جمهوريين ، يساريين أم يمينيين ليبراليين من دعوة الإخوان لعلمهم بمدى خطورتها على أنظمتهم الفاسدة ، وبذلك تراهم يعملون كل ما بوسعهم للحيلولة بين الدعوة وبين توفر المناخ الملائم لها.

الإشكالية الثانية هي في عدم وضوح إستراتيجية الجماعة فيما يختص بالتحرك نحو المرحلة الثانية وهي مرحلة إستعادة كيان الدولة المسلمة. ولقد كانت هناك أفكار منها على سبيل المثال الإنخراط في العمل الساسي والقبول بمبدأ تداول السلطة في دولة عصرية ليست على النمط القديم من دولة الخلافة ، مثل ما هو حادث الآن ولم يوصل إلى شئ ، بل وتكمن خطورته في القبول الضمني بالأنظمة الفاسدة. ومن الأفكار التي طرحت أيضا هي فكرة التدرج في تكوين المجتمع المسلم ومن ثم إقامة الدولة عندما يشتد عود المجتمع المسلم ، ولكن الحيلولة بين الدعوة وبين الناس يقف عائق دائم. ومن الأفكار التي إنتهجت أيضا هي محاولة التغلغل في كافة مؤسسات المجتمع والدولة ، مثلما حدث مع المشروع الصهيوني في الغرب ومع المحافظين الجدد في أميركا. غير أن الأجواء في دولة بوليسية أمنية شديدة الوطأة لا تعبأ بحقوق المواطنين وتنتهج منهج الإستئصال والإنفراد كما هو منتهج في مصر والدول العربية تمنع من تحقيق ذلك.

ومن ثم وقفت الحركة عاجزة عن التحرك نحو مراحلها المتقدمة في كل البلدان العربية بإستثناء فلسطين بسبب وقوعها تحت الإحتلال. وإنه لمن العار أن نجد الأنظمة العربية تتعاون مع أعداء الأمة في الإجهاز على حماس واجهة الإخوان المسلمين في فلسطين!

من ذلك نرى كيف أن الحركة تواجه صعوبة بالغة ليس فقط على الصعيد المحلي ، ولكن أيضا على الصعيد الدولي. غير أن الحركة أثبتت دائما أنها من القوة بمكان بحيث لم يستطع أحد أستئصالها لأكثر من سبعة عقود.

ليست هناك تعليقات: